نبحث عن الحقيقة

فراعنة العصر ( 3 )

بقلم/عبدالمجيد إدريس
 
مقالات_طلائع المجد:
 
لكل زمان فرعون كما أن لكل عصر موسى، وحقيقة الفراعنة هم أولئك الذين يتصفون بالعلو واتصافهم بهذه الصفة تُورثهم الفساد الكبير الذي ليس له حدود ولا نهاية فمن اتصف بهذه الصفة فبمجرد وجودها فإنه سيتطبع عليها ويحمل ثقافة تصنيف الناس وتقسيمهم وزرع الخلاف بينهم على أساس الطبقية والطائفية والقبلية، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يحافظ على وحدة النسيج الإجتماعي.
 
ولأنه يحمل عقدة العلو فإنه يجعل من الناس شيعا وأحزابا حتى يغرقوا في قضاياهم الخاصة ومصالحهم الدنيوية بعيدا عن قضاياهم المصيرية، إذن فهذه السياسة سياسة فرعونية عمل بها فراعنة العصر فقسَّموا الشعب اليمني المسلم شيعا وأحزابا واستضعفوا طائفة منه يقتلون أبناءهم ويستهدفون رموزهم وقادتهم ويضربون عليهم حصارا خانقا حتى لا ترتفع لهم راية ولا تقوم لهم كلمة.
 
والآن أحبتي القراء أليس آل سعود وحلفاءهم قد عملوا جاهدين لإرساء هذه السياسة وتفعيلها ردحا من الزمن ولولا أن الزمن قد تبدل وتغير عليهم حانقا وغاضبا على سياستهم الرعناء لما توانوا في تغذيتها وتربيتها وإظهارها بالوجه الحسن وإخفاء قبحها، لقد عمل آل سعود بحق شعب اليمن أكثر من ذلك فهم مع اتخاذهم سياسة التفريق والتشتيت إلا أنهم عملوا بكل وسيلة لطمس الإسلام الحقيقي والذي ما زال محفوظا في صدور أهل بيت رسول الله وفي قلوب أتباعهم وأشياعهم، ألا ترون كيف كانت اليمن قبل قيام الدولة النجدية؟ لم تكن في اليمن طوائف وفرق وأحزاب مثل كثرتها بعد أن نجم قرن الشيطان،
فقط كان هناك المنهج الزيدي والمذهب الشافعي وكانوا كالجسد الواحد
يسعون دائبين في توحيد الصفوف ورصها وانتظامها وبعد ظهور قرن الشيطان نطح بقرنه على الشعب اليمني حتى أغرقهم في قضاياهم الخاصة وفرقهم شيعا وأحزابا يتناحرون فيما بينهم ولا يفتؤن من تحريض بعضهم الآخر، المنكر فيهم ما أنكروه والمعروف ما عرفوه طوائف متفرقة ومتناحرة لا يردعها دين ولا يحكمها منهج ولا شريعة ولا أعراف ولا قوانين.
 
إذن هي السياسة التي لا تختلف عن مثيلاتها وسابقاتها وان اختلف الزمان
أيها الأخوة القراء إنهم مفسدون بكل ما تعنيه الكلمة مفسدون فسادا كبيرا ولأنهم مفسدون فيجب استبدالهم وضرورة استئصال ثقافتهم الخاطئة والمغلوطة،
المفسدون مستمرون في عملهم وفسادهم لأن لديهم غاية لا يمكن التخلي عنها بحسب نظرهم متجاهلين أن هناك إرادة هي فوق إرادتهم وأن مشروعهم إلى زوال وسيسقط حتما مهما بنوه ومهما بذلوا في سبيل الوصول إليه لأن هناك من يعلم السر وأخفى وهو الذي بيده مقاليد السماوات والأرض وإذا سمح للظالم أن يظلم فإن حكمته تعارض استمرار هذا الظلم وبقاءه وأن حكمته هي في إمهال الظالمين والمجرمين ثم إذا ما أخذهم أخذهم أخذ عزيز مقتدر،
 
والآن هل يمكن أن تنجح إرادة الفراعنة في إشاعة الفساد؟ هل يمكن أن تُغالب إرادة الله؟
هل سيستمر العلو في الأرض؟
لمن العاقبة؟
 
هذا ما ستجيب عليه حلقتنا الآتية……..

اترك رد