نبحث عن الحقيقة

فراعنة العصر ( 7 )

“رعاية الله وتربيته لأولياءه”
 
كتب: عبدالمجيد إدريس
 
مقالات_طلائع المجد
 
كذلك هم فراعنة العصر يشعرون بأنهم متميزون على غيرهم من الطبقات ويتبرمج ذلك في الواقع على شكل استعلاء واستكبار وفساد في الأرض وفي حين غفلة من أهل المدينة التي كان يحكمها الفرعون دخل موسى صلوات الله عليه وإذا هناك مشهد أمامه وفيه رجلان أحدهما من بني إسرائيل المستضعفين والآخر من الأقباط الذين كان الفرعون يحقق لهم امتيازات دونما سواهم فاستغاث المستضعف بموسى فوكز القبطي الذي هو عدو لهما فقضى عليه ولم يكن قاصدا قتله ولكن حصل ما حصل فاستغفر موسى ربه وقال في دعوته* قَالَ رَبِّ بِمَآ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ* أعلن شعار دعوته وهو عدم معاونة الظالمين وإحقاق الحق وإبطال الباطل أينما كان وممن كان.
 
شعار موسى كان إقامة العدل وأهدافه هي إرساء نظام المساواة والحرية لكل الناس وتحطيم كل الإمتيازات التي أسس جذورها الفراعنة وهذه هي عناوين دعوته، عند ذلك اجتمع الفرعون بملأه ليقرروا ويصدروا الحكم على موسى بصدد ما حصل منه من قتل القبطي وبسبب أهدافه الواضحة التي أعلنها وكان عليها
فاتفقوا على قتله والإطاحة به فجاء من أقصا المدينة من يخبره بالخبر، فخرج موسى خائفا يترقب ولم يدر إلى أين يتجه وكانت تلك السفرة الأولى لنبي الله موسى عليه السلام ولكن كان لا بد عليه من النجاة بنفسه والثقة بربه والتوكل عليه.
 
يقول تعالى فَخَرَجَ مِنْهَا خَآئِفاً يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ*
تأملوا معي أيها الأحبة القراء لقد دعا موسى فقال رب نجني من القوم الظالمين
وهذه الدعوة يجب أن يرفعها كل مستضعف ومظلوم.
 
إنها تعبر عن معنى سام وعظيم وهذا المعنى هو اللجوء المطلق والإتكال على رب العالمين وحده ويعني ذلك أن العون والرجوع يجب أن يكون إليه
أطلقوا هذه الدعوة أيها اليمانيون في خلواتكم وفي مناجاتكم وارفعوها في ظلمات الليل وهي من ستحقق لكم النصر والعون والمدد .
 
واليوم تتكرر الحادثة نفسها حيث يجتمع فراعنة العصر بعد زيارة الطاغية الفرعون ترامب إلى المملكة الهالكة ويتضمن هذا الإجتماع الكيد والمكر بالإسلام وأهله وبالخصوص الكيد والمكر بشعب الإيمان والحكمة وبمحور المقاومة الممانع للمشروع الإستعماري الذي يهدف إلى تمزيق البلاد والإطاحة بكل من يقف في وجه مشاريعهم التدميرية.
 
الإجتماع المخزي الذي حصل في مملكة قرن الشيطان والصفقات التي أجريت والمباهاة والأموال التي أنفقت احتفاء بزيارة الفرعون قد تزعزع ضعيفي الإيمان وتربكهم أما شعب اليمن فهو الواعي لكل ما يدبره العدو وهو في أهبة الإستعداد لمواجهة مشاريع الإستكبار والتي يصدرها العدو بأشكال مختلفة وأساليب متنوعة
ودعوتنا التي نتمسك بها هي الدعوة التي رفعها موسى عليه السلام
فقولوا أيها اليمانيون ربنا نجنا من القوم الظالمين، نجنا من مكرهم وكيدهم يا رب العالمين.
 
والآن أيها القراء الكرام هل نجى موسى من بطش فرعون وكيده وملاءه؟
وهل استجاب الله دعوته؟
هذا ما سنعرفه في الحلقة الآتية فتابعوا معنا….

اترك رد