نبحث عن الحقيقة

لماذا الدورات الصيفية ؟

 
كتب: علي عبدالله صومل
 
مقالات_طلائع المجد:
 
للدروات الصيفية كما للمراكز العلمية نكهتها القرآنية ونفحتها الإيمانية وبركتها الربانية ،إنها تكفر الذنوب وتطهر القلوب وتنور الدروب ،كما تساهم في زكاء النفوس وبناء العقول ونماء الشعوب .
 
وقد جاء في آي الذكر الحكيم الحث على التفقه في الدين حتى في أوقات الحروب
قال تعالى: (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) .
 
وها هو شعبنا اليمني الكريم في يمن الإيمان والحكمة والفقه يقيم الدورات الصيفية وهو يعيش حروبا طاحنة وظروفا خانقة فلله المنة والحمد على هذه العزيمة ،والصبر – وفي كلام قرين القرآن وباب مدينة علم المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم مايشفي العليل ويروي الغليل ومن ذلك ماروي عن علي عليه السلام بخصوص هذا الموضوع (تعلم العلم) كما روى الإمام أبوطالب يحيى بن الحسين الهاروني عليهم السلام في الأمالي (كتاب مشهور في الحديث ) بسنده الشريف إلى أن قال: “حدثني جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي (عليهم السلام)، قال:قال أمير المؤمنين عليه السلام لأصحابه وهم بحضرته: (تعلموا العلم فإن تعلمه حسنة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وإفادته صدقة، وبذله لأهله قربة، وهو معالم الحلال والحرام، ومسالكه سبل الجنة، مؤنس من الوحدة، وصاحب في الغربة، وعون في السرآء والضرآء، ويد على الأعداء، وزين عند الأخلاء، يرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير أئمة يقتدى بهم، ترمق أعمالهم وتقتص آثارهم، ترغب الملوك في خلتهم، والسادة في عشرتهم، والملائكة في صفوتهم؛ لأن العلم حياة القلوب من الخطايا، ونور الأبصار من العمى، وقوة الأبدان على الشنآن، ينزل الله حامله الجنان، ويحله محل الأبرار، بالعلم يطاع الله ويعبد، وبالعلم يعرف الله ويوحد، بالعلم تفهم الأحكام، ويفصل به بين الحلال والحرام، يمنحه الله السعداء ويحرمه الأشقياء).”
 
ويجدر بنا هنا أن نذكّر الجميع بماقاله: الإمام علي بن أبي طالب ع عن الجهاد حيث يقول :عليه السلام في [فضل الجهاد] وفي عقوبة من ترك الجهاد :
” أما بعد، فإن الجهاد باب من أبواب الجنة، فتحه الله لخاصة أوليائه، وهو لباس التقوى، ودرع الله الحصينة، وجنته(1) الوثيقة، فمن تركه رغبة عنه(2) ألبسه الله ثوب الذل، وشمله البلاء، وديث(3) بالصغار والقماءة(4)، وضُرب على قلبه بالاسهاب(5)، وأديل الحق منه(6) بتضييع الجهاد، وسيم الخسف(7)، ومنع النصف(8)” .
“هوامش”
1. جنته ـ بالضم ـ : وقايته، والجنة: كل ما استترت به.
2. رغبة عنه: زهدا فيه.
3. ديث ـ مبني للمجهول من ديثه ـ أي: ذل.
4. القماءة: الصغار والذل، والفعل منه قمؤ من باب كرم.
5. الاسهاب: ذهاب العقل أوكثرة الكلام، أي حيل بينه وبين الخير بكثرة الكلام بلا فائدة.
وروي: (ضرب على قلبه بالاسداد) جمع سد أي الحجب.
6. أديل الحق منه، أي: صارت الدولة للحق بدله. 7. سيم الخسف أي: أولي الخسف، وكلفه، والخسف: الذل والمشقة أيضا.
8. النصف: العدل، ومنع مجهول، أي حرم العدل: بأن يسلط الله عليه من يغلبه على أمره فيظلمه.
انتهى المراد ..
والسؤال:
لماذا لا نهتم بمراكز التعليم كما نهتمّ بمواقع التدريب والعكس صحيح؟
ولماذا أيضا لاندرك أن ظاهرة اختلاف الوظائف الحركية والمواقع العملية مع وحدة الرؤية ،والمنطلقات هي إحدى مظاهر الوحدة وعناصر القوة وأن علاقة الاختلاف المطلوبة في المهام والتخصصات علاقة انسجام وتكامل لاعلاقة انفصام وتباين فأنت وبدون هذا التنوُّع الإيجابي قد تعيش ذليلا أوتضِلُ سبيلا .

اترك رد