نبحث عن الحقيقة

الغدير في ذاكرة يمني

 

بقلم عبدالمجيد عزيز / موقع طلائع المجد
—————————–
عرفت الاحتفال بأعياد الغدير منذ عرفت نفسي ومن حولي في هذه الحياة ، كان وما زال الغدير عيدا وليس كأي عيد ، فللغدير بهجته ونكهته اليمنية المتميزة
ارتبط في ذاكرتنا بدقات الطبول التي يرتفع صداها مع ارتفاع شمس الغدير ، ثم أهازيج الفرح وزوامل الترحيب والتشيع والولاء يرفعها المغدرون حال تجمعهم ثم توجههم نحو أماكن الاحتفال وعودتهم إلى أماكن الصلاة والغداء ،

 


ارتبط في ذاكرتنا بمعاني الشجاعة والفروسية وامتشاق الأسلحة والتزين بها، ولعلعة الرصاص في ساحات الغدير وتحولها إلى أماكن لتعلم الصغار والكبار حمل السلاح والقنص والرماية ،
ارتبط في ذاكرتنا بمعاني العدل والحق التي تتحدث عنها تلك الخطب المجلجلة التالية لبرنامج الرماية فتتناول حادثة الغدير وتستلهم منها الرسالة الغديرية والذكرى المحمدية .
ارتبط في ذاكرتنا أيضا بمنابر الثقافة ومنه تذوقنا جمال الشعر والأدب ، وقصائد الوفاء ومعلقات الولاء التي تزدان بها تلك المناسبات


. ارتبط في ذاكرتنا بقيم الجود والإنفاق والكرم ومشاهد الذبائح واستقبال الضيوف وموائد الضيافة في الكثير من المنازل ثم الانتقال إلى أماكن المقيل الجماعية المضمخة بعطور المحاضرات الدينية وأريج الصلوات الإبراهيمية

 


هذا هو الغدير الذي نعرفه في مناطق الشرفين منذ الصغر وهكذا حال الكثير من المناطق اليمنية مع الغدير وإن اختلفت بعض مراسم الاحتفال به من منطقة لأخرى
فالغدير عقيدة راسخة في الهوية اليمنية يحييها اليمانيون ويتمسكون بها جيلا بعد جيل ، يشهد على ذلك حاضرهم وماضيهم وتأريخهم وثقافتهم وقيمهم وتراثهم وشعرهم وفلكلورهم وأدبهم ورجالهم وكتبهم ومؤلفاتهم


وتتمسك بها روح الولاء و الإيمان والحكمة اليمانية التي قاومت أعاصير الضلال والطغيان ورياح الثقافات الأموية والنجدية والشيطانية العابرة حتى بدت ملامح الانتصار القادم بمشيئة الله .

اترك رد