نبحث عن الحقيقة

ثورة 21 سبتمبر جهود أثمرت ودماءٌ انتصرت وإمبراطوريات تحطّمت

بقلم: سليم الشرفي
طلائع المجد:

جاء الإسلام ليكون دليلاً للإنسان إلى الكرامة والحرية والنَّكف ضد بني الشر وأعداء الإنسانية. فكان أبناء الشعب اليمني في طليعة الشعوب ليكونوا دليل الثورات ، ورواد مفاهيمها، ومؤسسي مبادئها ،بعد أن بذلوا أرواحهم ممزوجة بمشاعر حية كانت سببا في هلاك الطغاة.

في عصرنا الحاضر بلغ الطغيان منتهاه وسعى في تحقيق أهدافه ليقيظ الشعب في قفصٍ ضيقٍ أقعدَه فيه متقرفصا ً، فتاق إلى الحرية، وفضّ السلاسل والأغلال.
ليتحرّر من نظام عميل جعل كل أهدافه السراب التي كانت قتل الطفل والمرأة وسلْب الناس حقوقهم، والسطو على ممتلكاتهم عبر حروب ظالمة بدأت في الجنوب وانتهت في الشمال بعد ست حروب ظالمة على أبناء كوكبة يمنية خالصة من أبناء محافظة صعدة التي تحولت بعدها إلى قبلة يولّي وجهته نحوها كل أبناء الشعب اليمني حيث هناك تكسرت أقدام الجبابرة .

إن من رحم المعاناة أراد الله للشعوب أن تتحرر بعد صبر طال امده ، وظلم زاد شره فجاءت ثورة فبراير من العام 2011 لتكون بداية متنفس بعد مرحلة تقويض سياسي وفكري وديني ومعيشي ضد أبناء الشعب ظلت تمارسه إقطاعيات غوغائية لم يكن المواطن يمثل أي شيئ في قاموس اهتماماتها ..جزء من هذه الإقطاعية الخبيثه حاول ان ينتقل إلى ساحات الشباب الثورية بأسلوب سلس مكنه ذلك ارتكابه جرائم ممنهجه ومدروسه حتى وقع في قلب ساحات الشباب الثورية ليعتلي ظهرها ويتغنى بمظلوميتها فظن أن صهوة الثورة سهلة المنال .لأنه لم يكن يعلم أن طابع الثورات هو تغيير جذري في جميع مجالات الحياة تعلي في صهوتها المظلومين وتوقع تحت حوافر اقدامها الظالمين فجاء كل شيئ بما هو في أبجديات الثورات .
في الحقيقة ثورة فبراير 2011م شكلت فرصة نجاح كبير للشعب. لأن يتعرف على نواة الفكر الحقيقى ورجاله فكانت بحق ساحات نظال وتنوير انارت قلوب الشعب للتتعرف على ظلاميون مبتزين مكاسب ثوار من أجلها بذلوا أرواحهم .

فبعد أن نضج الوعي الشعبي خلال هذه الفترة تكشف للشعب كل طلاسم أدعياء الثورة الذين حاولو ان يعيدو صياغة أنفسهم من جديد عبر ابجديات تتقرح منها روائح الدم والحقد علي أبناء الثورة فمنيوا بمكاسب لم يكونوا يحلموا بها قبل الثوره….فجاء الشعب بما لا يشتهيه حزب الإصلاح وحلفائه وأسياده بمفاجآت شعبية غيرت الموازين ، وأعادت الثورة وجهود الشعب إلى بداية الأمل المنشود.
إنها ثورة 21 سبتمبر ثورة شعبية عكست الوعي الشعبي الجماهيري المتصاعد من رحم ثورة 11 فبراير .
بلا شك إن ثورة 21 سبتمبر كانت ولا زالت ثورة يمنية خالصة تقودها قيادة شابة فتية التحمت بالشعب وتبنت مطالبه بقيادة السيد /عبد الملك الحوثي ، الذي أدرك وحدد أهم العناصر التي ترتكز عليها قوى الفساد والتي منها تطاير الشر إلى كل أرجاء اليمن عبر أجندات تخدم أجندات مسيرة لقوى إقليمية كبرى أرادت لليمن أن يكون مسرح يمارس فيه العبث بكل أشكاله .
بعد ثورة 11 فبراير طالت كل الشخصيات السياسة ، واصحاب الكفاءات بالقتل والإغتيالات ، واجهدت نفسها في زيادة الأسعار للمشتقات النفطية تحت يافطات وهميه، وتراجع مستوى الحياة المعيشي للمواطن اليمني والعودة إلى سياسة إقرار الجوع بنسب مرتفعة قاتلة ، واختلاق المزيد من الأزمات المزيفه والمدروسة هدفها اركاع الشعب ، وكسر إرادة كل رافض للفساد .هكذا ارادوا للوضع أن يكون خدمات بالمجان أكثر من قبل ثورة فبراير حتى جاءت ثورة 21 سبتمبر لتفض كل ذلك الحلم الأمريكي من تقسيم المناصب لأدواتهم وفتح السيادة لهم بكل أشكالها والإلتفاف على مؤتمر الحوار الوطني.
إن كل تلك السياسات والحماقات الفاجرة التي كان يتولى إعدادها آل سعود ويقوم بتنفيذها أدواتهم في حزب الإصلاح كانت سببا في انفجار وضع ساخط في وجوههم جميعا ومع انفجار هذا السخط الجماهيري الواعي دعا السيد / عبد الملك الحوثي. جماهير الشعب إلى خروج ثوري مشرف لجميع محافظات الجمهورية متمسكا بثوابت وطنية مشرفه ومطالب شعبية مشروعة من أجل تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية هي : إسقاط الجرعة ، واسقاط الحكومة ، وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني .
إن مايميز نجاح ثورة 21 سبتمبر المجيدة هو القيادة التي اجهدت نفسها في تحقيق مبادئ تحرك الشعب من أجلها ، وكتب الله للثورته النجاح المشرف، وتحققت الإنجازات الواسعة فأسقطت مشروع التدمير والتمزيق . فبعد أن كلل الدنبوع كل جهده لتقسيم اليمن إلى أقاليم، أطاحت الثورة هذا الجهد , وأطاحت مشروع التفتيت الناعم بالفوضى الخلاقة التي تدعم نموها قنوات تضليل عملاقه اجهدت نفسها في تمزيق نسيج المجتمع اليمني ، وبوعي شباب ثورة 21 سبتمبر جعلت تحرك نفوذ تلك القوى متقزما في استديوهات وصحف اصحابها. وسارت الثورة في استكمال تحقيق أهدافها فأسقطت الحكومة، وأسقطت الجرعة، ومضت في النهج الثوري ومشروعها السياسي .
في الواقع نجحت الثوره وبدأ الأعداء يعدون للشعب كمائن خبيثه ومكائد أبليسيه بعد أن أدركو أستقلال اليمن بقراره السياسي، وشلل مصالحهم في المنطقة دفعهم إلى إتخاذ قرارات ظالمه وحرب عبثيه قبيحه دمرت الأأخضر واليابس وقتلت الطفل والشيخ والمرأة، وسلبت الجمال من كل شي كل ذلك تم تحت رعاية محصنه بثغور أمميه تدعي الأنسانية، والدفاع عن الحرية الكاذبه .
للأسف الأمم المتحدة ظلت سنوات ترتدي وجهاً ملطخاً بالزينة فجاءت ثورة 21 سبتمبر 2014 فسلبت منهم كل شيئ وأسقطت كل ما تسترت به سنوات فأظهرتها عارية قبيحة أمام العالم.
أخيرا عندما يكتب الإنسان عن ثورة 21 سبتمبر يسيل لعاب قلمه .لأنها لم تكن ثورة محصورة بمكان أو مقيدة بزمان بل هي ثورة تمتد بامتداد الأرض وبطول الزمن تدافع كل عتاولة العالم للقضاء عليها وعلى احرارها فسقطوا في خزي مهين.
سنظل نحتفل بثورة 21 سبتمبر العظيمة لأن من أعظم انجازاتها تطورت القدرات العسكرية والصاروخية ، وتخرج منها الرجال العظماء، وتوج وسامها أرواح الشهداء ..فلتحيا مابقيت الأرض والسماء، ويبقى الخلود للشهداء ، والشفاء للجرحى، والحرية للأسرى وعاشت اليمن حرة أبية مستقلة السيادة والقرار.

اترك رد