نبحث عن الحقيقة

من ذكريات ثورة 21 سبتمبر

كتب: عمر هبه

*طلائع المجد
في ثورة 2014 وفي أحدى مخيمات الإعتصام وبالتحديد في الخيام التي نصبت جوار حديقة الثورة كنا في مخيم “طلائع المجد” الجناح الثوري للملتقى الإسلامي ،حينها كنا نشعر بالروح الثورية الحقيقية ،وكان الحال مغايرا كثيرا عن أيام الاعتصامات والفعاليات في ثورة 2011 و2012 .
فقد كانت 2014 ثورةً شعبية بكل ما تعنيه الكلمة فلا تدخّل خارجياً ولا مجال إطلاقٍ للتسلُّق من أي فاسد من المفسدين ،الذين قامت الثورة أساساً عليهم ومع تحقيق كل هدف ثوري يزداد الثوّار إيماناً بثورتهم ويزدادون تواضعاً ،وحبا للتسامح واشراك كل المكونات في ادارة وبناء الوطن بعكس ما كان يُتوقع منهم .

فقد مورس عليهم الإقصاء والتهميش وتم رميهم في أرصفة الاعتصامات بعد إبرام المبادرة الخليجية التي كانت طوق نجاة لمن أرادوا تصحيح وضعهم فقط ،ولم تكن عندهم أي نية لإنقاذ البلد مما يعانيه ،وبقدر ما أثرت تلك المبادرة الخليجية على الثوار الحقيقيين فقد خلقت في أنفسهم العزم والهمة للتغيير رغم صعوبة ذلك ،بسبب انضمام قسم كبير ممن كانوا محسوبين على الثورة إلى النظام القائم ،وحجزوا لهم أماكن في السلطة الصورية المدارة من الاقليم والخارج عبر السفراء وبعض المسميات الأخرى .

وبالفعل كانت اليمن عقب المبادرة الخليجية في أسوء أحوالها على الإطلاق وكان التغيير شبه مستحيل بعد عودة الكثير من الثوار إلى بيوتهم.
ولكن كان للبعض من الثوار القليلين قولا آخر وبإصرارٍ عظيم وقيادة حكيمة للثورة انتصرت الثورة ،وتم إسقاط رؤوس الفساد والظلم والارتهان، وعند ذلك أدرك الجوار الذي كان يدير تلك الأيادي أن اليمن خرجت من تبعيته وأصبحت بقيادتها الشعبية والثورية هاجسا مؤرقا لسياساتها المذلة في المنطقة .
وبالفعل قررت الجارة الكبرى السعودية بضوء أمريكي أخضر أن تحسم الوضع لصالحها بالتدخل العسكري المباشر وها نحن في العام الثالث ،ولم تحقق ولو هدفا صغيرا من أهدافها التسلطية الحمقاء ،وسيثبت ثوار 21 سبتمبر مجددا أن القدر حتما سيستجيب له ما دام مريداً لحياة العزة الخالية تماما من أي وصاية خارجية.

اترك رد