نبحث عن الحقيقة

النصر صبر ساعة

 
بقلم/عبدالمجيد إدريس
 
مقالات_موقع طلالائع المجد:
 
نحن نعيش هذه المرحلة الراهنة…في ظلِّ تصعيدٍ للعدو الجبان المتغطرس…ولذا فإنَّ الوضع يحتِّمُ علينا بأن نقابل التصعيد بالتصعيد، لأن غاية العدو وهدفه الأول والأخير من هذه العجرفة اللامتناهية والحقد المستمر والتواصل هو إركاع الشعب اليمني وإخضاعه، وإلحاق أكبر ضرر به لعله أن يستسلم أو يضعُف أو يرفع الراية البيضاء.
 
ولكي ننجح في كسر الحصار الخانق وكذلك في فرض معادلة قوية تجاه ما يفعله أراذل الخلق وشذاذ الآفاق فعلينا أن نتحرك وفق آلية معينة حسب ما يفرضه علينا الواقع. وأن نستخدم لكل مرحلة السلاح المناسب والفتاك، فالعدو الآن منهار ومتخبط ويعاني من أزمة نفسية…لا تُوصف ولكنه يكابر ويعاند.
 
ولو أردنا أن نحقق إنتصارات ساحقة على العدو في مختلف الجبهات وعلى كآفة الأصعدة وفي جميع المراحل…فإنه لا بد لنا من الإلتزام بمقاييس معينة ومحددة هي الضامن لنا بتحقيق الفتح والظفر وإلحاق الهزيمة النكراء والمدوية بحزب الشيطان وأولياءه.
 
نحن بحاجة لأن تكون نفسياتنا قوية ومعنوياتنا مرتفعة وأن نكون أشد حبا لله وارتباطا به واعتمادا عليه، الآلية التي يجب أن نسير عليها جميعا-ذكرا أو أنثى صغيرا أو كبيرا-هي آلية ربانية حددها الله في محكم كتابه لمواجهة الضغوطات والأزمات التي يصنعها العدو ويفتعلها نتيجة لسياساته الرعناء. يوضحها الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران بقوله:( يا أيها الذين ءامنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون).
 
هذا النداء الرباني لكل عباد الله المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها أن يلتزموا بهذا الخط ويتحركوا فيه ليفلحوا في دنياهم وآخرتهم، هي سمات أربع لا بد من تحققها والتحلي بها وغرسها في نفوسنا لنحصل على الفلاح المطلق.
 
الصفة الأولى: الصبر وهي حجر الأساس التي يعتمد عليه جميع الأعمال وبدونه ينهار البناء وهو الرأس في كل شيء، ولتقريب الفهم أكثر فالعدو خاض حربا كونية على شعب الإيمان والحكمة ونحن بدورنا صبرنا.
 
ولم يحقق شيئا بغطرسته وهستيريته وأُلحقت الهزيمة به في كآفة الجبهات، وهو بدوره صبر وتحمل كل الصدمات والآن فنحن بحاجة لتفعيل الصفة الثانية وهي المصابرة.
 
بمعنى علينا أن نصبر أكثر منه، فالمصابرة هي من المغالبة، لا بد أن نغالبه في الصبر ونغلبه ونكون أكثر صبرا وصمودا ولو تألمنا ونالتنا جراحات غليظة.
 
لا بد أن نكون أكثر صبرا منه ولو كان الحصار خانقا والإستهداف ممنهجا ولو طال استهدافه مقومات حياتنا وتضررت ممتلكاتنا وفقدنا أحبابنا.
 
والنتيجة ستكون النصر والظفر، وأيضا فلا بد من استمرارية الصبر والمصابرة في نفوسنا وواقعنا وتأتي بعد ذلك تفعيل الصفة الثالثة وهي المرابطة، أن نرابط في مواقعنا ونصمد ونثبت حتى تتحقق الغاية التي نصبو إليها، نصمد في مواجهة العدو ثقافيا وسياسيا,وعسكريا وتوعويا وفكريا واقتصاديا، كلٌ من موقعه.
 
نرابط في مواجهة الفساد والخلل الذي ينخر في جسد شعبنا بفعل ذوي النفوذ والمسؤولية والذين يخدمون العدو داخليا لفكفكة الشعب داخليا وإخضاعه لإملاءات العدو، ولا يكفي في تحقق النصر والفلاح المطلق بالتزامنا بهذه السلوكيات فقط، بل هناك صفة هي أهم سمة في فرض أي معادلة رادعة وهي التقوى.
 
حالة التقوى والورع والخوف من الله هي من تخلصنا من الأزمات النفسية والضغوطات التي يفرضها علينا العدو الجبان، أن نزرع هذه السمة في أنفسنا فمعنى ذلك أن نتكافل ونتراحم ونتعايش فيما بيننا، أن نتقي الله في شعبنا وفي الدماء الطاهرة والزكية والتي تسيل يوميا، أن نتقي الله في دماء شهداءنا، أن نتقي الله في إصلاح كل خلل يخل بحياة المواطنين.
 
أن نتقي الله فنسير على نهجه ونلتزم بتوجيهاته ونؤدي جميع أوامره وننتهي عن جميع نواهيه ونحذر من التلاعب في أي مجال من مجالات الحياة، أن نحرص على وحدة الشعب كل الشعب وتكاتفه وتوفير احتياجاته وتثمين جهوده الجبارة وخلق حالة الوعي المستمرة في نفوس أبناءه.
 
أن نتقي الله فنسعى لبناء أنفسنا بأنفسنا وتطوير قدراتنا والإهتمام بالعلم والتعليم وغرس روح الفضيلة ونبذ الرذيلة…فإذا حققنا هذه الأربع الصفات فالله يعدنا وكفى بوعده فيقول:لعلكم تفلحون، والفلاح المقصود به في هذه الآية هو الفلاح المطلق والمؤزر في جميع المجالات وفي الدنيا والآخرة.
وفي هذه العجالة تطرقنا إلى هذه الصفات وإلا فكل صفة تحتاج لشرح طويل ومفصَّل، ولكن يا شعب اليمن، يا رجاله الأبطال ونساءه الشريفات وأبناءه المخلصين .
 
عودوا إلى الله واصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا لعلكم تفلحون .
واعلموا أن الله لا تخفى عليه هذه الجرائم التي يرتكبها العدو بحق الإنسانية ولكنه يريد منكم أن تكونوا أكثر وعيا والتزاما ليتحقق النصر بعد ذلك وقد جاهدتم وصبرتم واتقيتم الله وسلكتم كل السبل وعملتم بتوجيهات ربكم حتى تلتذوا بالنصر ويكون موقعه في نفوسكم من موقع الرجوع إلى الله والإلتزام بخطه، وثقوا بأن النصر قاب قوسين منكم، *ألا إن نصر الله قريب*

اترك رد