نبحث عن الحقيقة

قرار ترامب : بين المواقف الرسمية العربية والإسلامية والمواقف الخارجية

موقع طلائع المجد | خاص | 31
تقرير | محمد الحسني

يعلن رئيس كوريا الشمالية كم جونغ عدم اعتراف بلاده بالكيان الصهيوني كدولة ويصفها بالقاعدة العسكرية الأمريكية ويضيف انه لا توجد دولة اسمها إسرائيل حتى تكون القدس عاصمة لها ، في المقابل يعلن بيان القمة الإسلامية المنعقدة في اسطنبول الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين واعتبار القدس الغربية عاصمة لإسرائيل.

علماء أعلنوا وجوب الجهاد في سوريا واليمن والعراق ولبنان وانحصرت فتاواهم عند الحديث عن القدس بين تحريم صوت المرأة و فضل تناول العشا قبل العشاء.

تخاذل عربي وإسلامي وتطبيع للعلاقات مع الكيان الصهيوني مع قوة تظهر في بيانات الشجب والتنديد ومواقع التواصل الاجتماعية وتقف أمام هشتاق # القدس_عاصمة_فلسطين_الأبدية.
السماء لم تسقط
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل وشكل هذا الاعتراف موجة غضب شديدة نقلتها مواقع التواصل الاجتماعي وساحات المظاهرات ونشرات الأخبار والبرامج التلفزيونية وبيانات الاستنكار والتي أعلن من خلالها الإعلان عن حرق العلم الإسرائيلي والدعاء بالويل والثبور على الشقيقة تل أبيب. وانتهت هذه الموجة بتطبيع ملوك وأمراء ورؤساء وزعماء وقادة الدول العربية العلاقات مع إسرائيل والتي اعترفت فيه إسرائيل بعمق هذه العلاقات، فيما عاد المواطن ليضع صورة الأقصى على هاتفه ويتباهى أمام العالم بخروجه ومظاهرته وموقفه.

في مقابلة عبر ال CNN بالعربي تقول نيكي هالي سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة “من كان يعتقد أن السماء ستسقط الخميس بعد قرار ترامب نطمئنه؛ ها هو الخميس قد مر وكذلك الجمعة والسبت والسماء لا زالت في مكانها. ”

علاء الدين القانص إعلامي يمني وصف الموقف العربي بالباهت وقال المواقف العربي من إعلان القدس عاصمة لإسرائيل مواقف باهتة ولا تكاد تذكر بالنسبة للحكومات ،أما الشارع فهو في حالة غليان ضد هذا القرار بالرغم من ماسيه المتفاقمة والتي كان للكيان الصهيوني ومن يدور في فلكه من الأنظمة العربية الدور الأكبر في صناعتها تحسبا لهذا الموقف.

أدوات للزينة
وصل وفد ضم عدد من المسئولين البحرينيين إلى إسرائيل في زيارة استمرت ل4ايام مدعومة من القيادة البحرينية لإعلان الحوار والتطبيع مع إسرائيل ، واعترف المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي عن لقاء جمع قيادات إسرائيلية بولي العهد السعودي محمد بن سلمان ووصف اللقاء بالمبهج وصرح حينها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن هناك العديد من الدول العربية التي لازالت ترى في إسرائيل حليفها الذي لا يمكنها الاستغناء عنه، وعلى الصعيد ذاته أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن أمن إسرائيل والمواطن الإسرائيلي من أولويات السلام في المنطقة وقال ” ما نقوم به في سينأ يهدف إلى حماية أمن إسرائيل والمواطن الإسرائيلي.

الأستاذ راشد محمد مؤرخ مغربي وصف التخاذل العربي بالمخزي والمثبط للآمال وقال تنتظر فلسطين موقف عربي مشرف لتشعر أنها جزء من الكيان العربي ولكن ما يحصل يأتي مخالفا للتوقعات ،وأضاف لم نشهد عند إعلان الولايات المتحدة القدس عاصمة لإسرائيل أي موقف عربي رسمي مشرف.

مها خالد صحفية فلسطينية تقول ان الزعماء العرب أصبحوا أكثر لائما على فلسطين من الإسرائيليين أنفسهم وقالت لم نعد نتفا جئ من مواقفهم بل أصبحنا ننتظر الموعد الذي يقاتلون فيه من أجل أمن إسرائيل

يقول يونس عبد السلام إعلامي يمني التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني من قبل أنظمة لا تمثل شعوبها ولا حتى أسرها بدأت به الأردن ومصر ولم تجنيا منه سوى الذل والهوان وما مقتل مواطنين أردنيين على يد دبلوماسي إسرائيلي في العاصمة الأردنية قبل أشهر وعودته سالما إلى بلاده مع عجز حكومة الأردن حتى عن التحقيق معه إلا خير دليل على مدى احتقار إسرائيل لعملائها والمرتمين إلى حضنها.

التطبيع العربي مع إسرائيل توسع مؤخرا بقيادة أنظمة السعودية والإمارات والبحرين ليتسابقوا نحو إسرائيل بشكل سافل وغير ندي حتى كما تحاول الأردن إن تظهر أحيانا.
ولن يلاقوا سوى الإذلال والابتعاد أكثر عن شعوبهم.

قرار ترمب جاء برضى هذه الحكومات والتي عفا عليها الزمن، وهم الآن يعملون جاهدين لإقناع الفلسطينيين بالقبول بالأمر الواقع الذي يحاول ترمب فرضه في فلسطين باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، ليأتي فيما بعد باقي تفاصيل صفعة القرن أو ما يسموها صفقة القرن، لكنهم لن يتمكنوا من تحقيق إرادتهم بفضل الشعوب التي أثبتت أنها مهما عاشت من أزمات وصراعات إلا أن قضية القدس هي أقدس قضاياها، إضافة إلى الإجماع العالمي ضد قرار ترمب.

علياء الشامي جامعية عبرت عن موقفها من التطبيع بقولها العرب أصبحوا أدوات للزينة ودمى تقاد من الولايات المتحدة الأمريكية ، وأضافت إن ما يحصل الآن في الوطن العربي ما هو إلا حصيلة تغاضينا عن قضيتنا الأم وتهاوننا الأمر الذي أدى بنا إلى التنازل عنها تحت مبرر السلام والتعايش والتبادل .
الاقتصادي والسياسي والعسكري والتي تصب جميعها في خانة التطبيع.

الجهاد بالدعاء
غرد أخيرا احد علماء المسلمين على موقع التدوين المصغر ” تويتر” بجواز الوضوء دون الحاجة إلى اقتلاع جوارب القدم وغرد آخر عن فضل صيام الاثنين والخميس وناقش ثالث رسالة علمية حول فقة الضراط هكذا يبدع علمائنا في تفنيد الأشياء والغوص في تفاصيلها والاهتمام بأمور الأمة صغيرها وكبيرها وحين يأتي الحديث عن فلسطين وعن القدس فلسان حالهم ” أنا رب تويتري ؛وللقدس رب يحميها ”

إنهم يقاتلون إسرائيل بالدعاء ويقتلونا بالسلاح هكذا علق سيف الورد احد الشباب الذي اقسم أمامي على أن علماء المسلمين هم من ستسعر بهم جهنم قبل إسرائيل نفسها وقال لم نعد نحتاج إلى دروس تصف كيفية الوضوء والجماع ووصف حور العين وعما إذا كان قول جمعة مباركة بدعة أم لا ،نحن نحتاج إلى علماء ينطقون بلسان الأمة وشبابها وقضياهم ، نحتاج إلى علماء يعلنوا رفضهم للتطبيع والظلم والهوان أمام حكامهم ، وتسأل سيف ” أو ليست تلك كلمة حق أم سلطان جائر ؟؟”

اترك رد