نبحث عن الحقيقة

رابطة علماء اليمن : تحيي ذكرى الهجرة النبوية بفعالية خطابية في الجامع الكبير بصنعاء ( صور )

 

 

موقع طلائع المجد | تقارير | 11

أقامت رابطة علماء اليمن فعالية بمناسبة الهجرة النبوية بعنوان ” الهجرة النبوية محطة للتغيير والتحرر من هيمنة الأعداء” صباح يوم الثلاثاء 1/ محرم / 1440 هـ الموافق 11 / 9 / 2018م .. بالجامع الكبير المقدس .

ابتدأت الفعالية بآيات من الذكر الحكيم تلاها الأستاذ يحيى القرعى ..

وتحت عنوان ” مقومات الدولة الإسلامية من خلال الهجرة النبوية” ألقى للأستاذ العلامة / محمد أحمد مفتاح ،

كلمة : تحدث فيها عن الهجرة النبوية وأكد أنها تعتبر منعطفاً تأريخياً في حياة البشرية ..

ثم أشار إلى أن أي دولة لابد في تأسيسها من أن يكون لها أسس ومقومات كما كان لدولة رسول الله صلى الله وآله وسلم ، ولذا فإن رسول الله بمجرد أن وصل إلى المدينة بدأ بتأسيس الدولة الإسلامية .

وأضاف أيضاً : إن رسول الله سعى لتكوين مجتمع واحد من خلال المعاهدة التي ربطت بين المجتمع باختلاف دياناتهم وجعلتهم مجتمعاً واحداً .

وأشار العلامة مفتاح إلى أن من أهم أسس بناء الدولة الإسلامية هو وجود القيادة الراشدة ، ولم يكن يوجد في ذلك الزمان من هو أرشد ولا أعظم من محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم .

وألقى العلامة / الحسين بن أحمد السراجي كلمة بعنوان ” الهجرة النبوية محطة للتغيير والتنوير” ..

أكد فيها أن الهجرة النبوية لا تعتبر سرداً تأريخياً لأننا جميعاً نعرف أحداث الهجرة وتفاصيلها ، وإنما يجب أن ننظر إلى أبعاد هذه المناسبة العظيمة .

و قال السراجي أنه وفي السابق لم نكن نستطيع أن نقارن بيننا وبين رسول الله ، لأننا لم نقدم تضحيات ، أما اليوم فهناك وجه مقارنة ، وهو أننا نواجه العالم كله كما واجه رسول الله استكبار العالم .

وفي ختام كلمته أشار إلى أن الله سيعطينا بقدر ثقتنا به ، فلو امتلكنا الثقة الكاملة بالله فإنه لا شك سينصرنا كما وعد في قوله : ( وَكَانَ حَقاً عَلَيْنَا نَصْرُ المُؤْمِنِينَ ) ، وكذلك نحتاج أن نكون في تضحياتنا كأمير المؤمنين علي “ع” الذي ضحى بنفسه ليلة الهجرة من أجل الإسلام ورسول الإسلام .

وألقى كلمة رابطة علماء اليمن السيد العلامة / عبدالمجيد الحوثي ” نائب رئيس رابطة علماء اليمن” وأمين عام الملتقى الإسلامي .

أكد فيها أن الهجرة هي من أرقى سمات المؤمنين ، فعندما يرون دينهم وعقيدتهم في خطر ، فإنهم لاشك سيتركون اموالهم وبيوتهم وأولادهم ويهاجرون من اجل الحفاظ على دينهم .. وبالتالي فالهجرة أن نهجر كل ما يبعدنا عن الله سبحانه وتعالى . لأن الهجرة هي بداية للانطلاقة إلى الله .

وأشار نائب الرابطة إلى أن الهجرة الحقيقية تتمثل في أولئك المجاهدين المرابطين الذين تركوا أموالهم وتجارتهم ونساءهم وكل ملذات الدنيا وهاجروا إلى الجبهات مع الله سبحانه وتعالى .

وقال : يجب ان نكون على ثقة مطلقة أن مصيرنا إلى النصر والظفر على الأعداء بعد الصبر ، لأنها سنة الله التي لا تتبدل ولا تتغير .

وأوضح إلى أن هناك قضيتان أساسيتان للنصر تتمثلان في وصية موسى لقومه ( استعينوا بالله واصبروا ) ، وبالتالي علينا أن نثق بالله وحده لا بأمم متحدة ولا بمجلس أمن ولا بدولة ولا بأحد من هذا العالم الصامت المنافق .

وأضاف في كلمته السيد عبد المجيد أن الشعب اليمني لم ينال الفضل الأكبر من الله من إلا من خلال هذه المواجهة التي يواجه بها المستكبرين  وقد كسر الشعب اليمني هيبة امريكا ومن دار في فلكهم .، ولذا فالنصر قريب لهذا الشعب الأبي الذي قدم دمه وروحه في سبيل الله .

وأكد في ختام كلمته أنه كل من بذل الجهد في صد هذا العدوان سواء كان في الجبهة العسكرية أو الجبهة الاقتصادية او الجبهة التوعوية أو غيرها من الجبهات فهو مجاهد في سبيل الله .

ختمت الفعالية بقراءة البيان الختامي ، قرأه الأستاذ / مهدي العطاني ..

وهذا نصه

بيان فعالية
(الهجرة النبوية: محطة للتغيير والتحرر من هيمنة الأعداء)

الحمد لله القائل: ﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ والقائل سبحانه وتعالى: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ * والقائل جل وعلا: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ ﴾. والصلاة والسلام على رسول الخير ونبي الرحمة القائل: «الْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ، وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السُّوءَ» صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين ورضي الله عن صحبه الأخيار المنتجبين من الأنصار والمهاجرين..وبعد

احتفالا وتبركا بذكرى الهجرة النبوية المباركة على صاحبها وعلى آله أفضل الصلاة وأزكى السلام وحرصا على استلهام الدروس العظيمة منها كونها محطة تاريخية فاصلة في تاريخ البشرية والوجود الإنساني ولما لهذه الذكرى من امتدادات وآثار إيجابية في بناء وعي الأمة والنهوض بها ونقلها من حالة التدجين والهيمنة والتبعية إلى حالة الريادة والقيادة والتنوير والتغيير والتحرر من طاغوت وهيمنة الأعداء أقامت رابطة علماء اليمن هذه الفعالية بمناسبة الذكرى الإسلامية للهجرية النبوية تحت عنوان: (الهجرة النبوية محطة للتغيير والتحرر من هيمنة الأعداء) وأمام ما تختزله هذه الذكرى من دروس عظيمة وعبر قيمة وما تشتمل عليه من دلالات مهمة ومعاني متجددة خرجت الفعالية بالبيان التالي:

تعتبر ذكرى الهجرة النبوية محطة تاريخية كبرى يمكن الاستفادة منها والتزود من دروسها في مواجهة التحديات وإسقاط المؤامرات والمكائد التي تحاك من قبل الأعداء وأدواتهم الرخيصة ضد الإسلام والمسلمين.
التأكيد على أهمية العناية القصوى بسيرة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بما يسهم في ربط الأمة الارتباط الواعي والعملي بالرسول ورسالته.
تدعو الرابطة العلماء والدعاة والخطباء والمرشدين والتربويين والأكاديميين لتحمل مسؤوليتهم الدينية والقيام بواجباتهم التوعوية التنويرية فيما يتعلق بإحياء روحية الجهاد والكفاح والنضال ومقارعة المستكبرين ومواجهة الطواغيت وتحريض المؤمنين من أبناء اليمن على قتال المحتلين والغزاة وأدواتهم من المرتزقة والعملاء أسوة برسل الله عموما وبخاتمهم على وجوه الخصوص والسعي لإقامة دولة العدل والحق التي سعوا لإقامتها قال تعالى ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.
تدعو الرابطة أيضا الشعب اليمني إلى المزيد من الصبر والصمود والثقة المطلقة بالله وبنصره على الأعداء و إلى تجسيد قيم الأخوة الإسلامية وإحياء مبدأ الإنفاق و الإيثار والتكافل الاجتماعي اقتداء بأجدادهم الأنصار الذين قال الله فيهم ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ لا سيما في ظل استمرار الحصار الخانق وتصعيد قوى العدوان اقتصاديا وعسكريا.
تثمن الرابطة الدور الجهادي العظيم المبارك والمثمر لأبطال الجيش واللجان الشعبية وما يسطرونه من بطولات نادرة وملاحم أسطورية ومواقف مشرفة يحبها الله ورسوله والمؤمنون وتؤكد على ضرورة الاقتداء والتأسي برسول الله فيما يتعلق بالأخذ بأسباب العون والفرج والخلاص و النصر الإلهي المعنوية منها والعملية على حد سواء في الميدان والإعداد المستمر والمتواصل الذي سيكون له أثره الكبير ودوره الفعال في ردع الأعداء وإرهاب المعتدين وكبتهم قال تعالى ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴾.
تؤكد الرابطة ألا خيار لوقف العدوان الغاشم وفك الحصار الآثم إلا بمزيد من التحشيد والنفير ورفد الجبهات بالرجال والمال ودعم القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير ليقوما بضرب دول العدوان ضربات موجعة ورادعة.
تدعو حكومة الإنقاذ لمضاعفة الجهود والتحرك الجاد والمسؤول في بناء دولة العدل والنزاهة وتفعيل مبدأ الرقابة والمسائلة والمحاسبة وضبط المتلاعبين بالاقتصاد اليمني وتأديب المحتكرين للسلع وحاجيات الناس وتقديم المتواطئين منهم مع دول العدوان للمحاكمة العادلة.
تدعو وزارة الأوقاف والإرشاد إلى إحياء دور المساجد الإرشادي التنويري وتسخير أوقافها فيما يخدم التحرك العلمي و التوعوي والتعبوي.
تدعو رابطة علماء اليمن الأمة العربية والإسلامية إلى الاهتمام بقضية الأمة المصيرية قضية فلسطين باعتبارها البوصلة التي يجب أن تحدد اتجاه راية الجهاد في سبيل الله إليها وكذلك تدعوا الشعوب إلى دعم القضية الفلسطينية بكل أنواع الدعم وصوره وأشكاله.

نسأل الله تعالى أن يدخل علينا هذه السنة بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق لما يحب ربنا ويرضى، وأن يكتب لليمن وفلسطين ولكل المستضعفين النصر والتمكين والخلاص من هيمنة ووصاية الظالمين والمستكبرين.
——————-
صادر عن رابطة علماء اليمن
في فعالية (الهجرة النبوية: محطة للتغيير والتحرر من هيمنة الأعداء)
بتاريخ 1/ محرم1440هـــ
الموافق 11-9- 2018م

 

اترك رد