يرحل العلماء ويبقى الجَهَلة ..يا لَشقاء هذه الأمة !

بقلم: أيوب إدريس

مقالات-طلائع المجد
—————-
ويغادر العلامة الحجة التقيّ:عبدالرحمن حسن الحوثي ويرحل إلى جوار ربه تاركاً خلفه جيلاً من العلماء المتتلمذين على يده وطلاباً ومجاهدين لهم حضورهم الكبير والقوي وأثرهم الملموس في نشر علوم آل بيت النبي محمد_صلى الله عليه وآله_ وفي جبهات الدفاع والمقدس والمعركة الفصل .
يرحل العلماء والعظماء كل يوم، لا.. بل كل ساعة ولا ندري لماذا يذهبون عنَا ؟!
فلا يفتئ يمرّ يومٌ دون أن نسمع بموت عالمٍ ..او استشهاد مجاهد !
يغادروننا بدون استئذان ولا إشعارٍ ..إنهم يذهبون بمصمْت .
تقول قوانين الحياة ونواميس الكون إنه: “لا قيمة لأمة ولا شعب لولا العلماء والعلم ..ولا تأريخ وحضارة لأمة سادت وبقيت إذا لم يكن العلم والعلماء هم أساسها وبنيانها وأركانها وقادتها “.
شخصياً.. أرى أن هناك عزوفاً عن العلم بشكل مفجِعٍ ومخيف ،،ولا أرى اهتماماً بالهجر العلمية ومدراس العلم وإنشاء جامعات تُخرّج العلماء المجتهدين الذين يناظرون ويؤلّفون ويكتبون في شتى المجالات “وليس الدينية والعقدية فحسب ” .

اقرأوا عن اليابان وعن دول غربية وأخرى شرقية تطوّرت وسادت على العالم وما كان أن يكون لها ذلك إلا بالعلم والاهتمام بعلمائها .

وهنا أعود لسؤالي: لماذا يرحل العلماء والعظماء ويبقى الصغار والجهَلة ؟
ولماذا يتمّ تهميش وغمْر ووأْد الكبار فيما يتم تلميع دعاة التكفير والفرقة في هذه الأمة ، ويتولى الأمور من ليسوا بأهلٍ لها ولا هم عند مستوى المسئولية ، وهنا لا أتحدّث عن اليمن بل في كل الدول العربية و_ربما_ الإسلامية .

يرحل علماء الإسلام المحمدي “إسلام الرحمة والهداية والنور والتسامح” ويبقى جهلة دين ابن عبدالوهاب وابن تيمية “دين الذبح والسحل والظلام والتطرّف ” !

فلماذا إذاً كل هذا ؟!
هل هذه هي سنة الله في الكون ؟ أم هذا هو الموت لا يفرّق بين أحد ؟
أم أن أولئك العظماء إنما يموتون قهْراً وكمداً وحزناً على هذه الأمة البائسة الضائعة وحالها المؤلم !
قد تكون الإجابات كلها تجيب ولو جزئياً عن تلك التساؤلات بيد أن تساؤلات كثيرة تبقى تحزّ في أنفسنا مؤنّبة ضمائرنا: لماذا لا يوجد من يًخلُف هؤلاء العلماء ؟!

العلامة التقيّ عبدالرحمن الحوثي يرحل بعد حياة حافلة بالعلم والجهاد والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ..فقد كان مثالا للتعايش والتسامح والتواضع وحسن الخلُق والهمّة العالية .
لم يمُت بل متنا نحن ..ولم يغب بل نحن من غِبْنا ..
إنه حاضرٌ في قلوب طلابه الذين أصبحوا علماء يشار إليهم بالبنان ..وحاضر بكتبه وعلومه وأخلاقه وسماحته ولينه .
وحسْبهُ أنّه خلّف جيلاً من العلماء وعلى رأسهم السيد العلامة المجاهد عبدالمجيد الحوثي ،فعزاؤنا لذويه وأهله ومحبّيه ولأمّتنا المكلومة برحيل هذا النجم الكبير من بيت النبوّة .
ولا حول ولا قوة إلا بالله

التعليقات مغلقة.