عيد الحُب أم عيد الدّم ! أيوب إدريس

عيد الحُب أم عيد الدّم !
مقالات_طلائع المجد

كتب: أيوب إدريس
————————–
يا أمّي .. العالَم يحتفل بعيد الحب ..ونعيش نحن الموت هنا كل ساعة ونتجرّع ويلات الحرب كل لحظة ،،ونُسقَى كؤوس المنايا قبل كل نومة ويقظة !
أيُّ عيدِ حبٍّ هذا ؟!
يا أمّاهُ لا وجود هنا _في اليمن_ إلا للّدم الأحمر القاني ..
إنني أحاول البحث عن وردٍ أحمر كي أؤمن أو أصدق بأن هناك شيئاً اسمُه “عيد الحب” .
لا رائحة للورد هنا ؛
ولا عصافير تغرّد ..
ولا هديل للحمام ..
لا رائحة هنا إلا للدّم الأحمر .
لا موسيقى هنا إلا سوى الموسيقى الناتجة عن تحليق الطيران ..وصخَب أصوات القذائف والصواريخ .
لا حياة هنا ..,لا ماء هنا ..لا هواء هنا ..ولا خبز هنا .
الناس جوعى ..والأطفال عطشى ..والنساء غَرْثى..والصدور حرَّى،،
فعن أي عيد تتكلمون وبأي حب تحتفلون؟!
كيف لكم أن تحتفلوا وشعبنا يتضوّر جوعاً !
وكيف لكم أن ترقصوا ونساؤنا يمُتْن كمَداً وحزناً ؟!
بل كيف لكم أن تضحكوا وتسرحوا وتمرحوا وأطفالنا يسّاقطون خوفاً وهلَعاً وذُعْراً ؟!
هنا حيثُ كل ذاتُ حملٍ تضعُ حملَها ..وهنا يصيرُ الوِلدان شيباً !
وهنا يموت الرجالُ قهراً والعالم اللئيم يتفرّج ..بل يقهقهُ ساخراً من صراخ الأطفال !
كلاب العالم تلعقُ دماءَنا وتَلَغُ فيها ونحن مكبّلون من كل جهة وناحية ..
سماؤُنا ملبّدة بغيوم الحزن ..وأرضنا تنزف دماً عبيطاً لا يكاد ينقطع .
غاضبٌ بحْرُنا والمحيط ،،جبالنا تزمجر سخطاً .
يا أُمي ..لا أدري لمَ نعيش هذه الحرائق ؟
أيتها السماء: ما الجريرة التي اقترفنا ..والخطيئة التي اكتسبنا ..؟
أوَ بعد كل ما فعلوه بنا يحتلفون ؟!
إنهم يصفّقون للقَتَلة ..ولكن أنى لهم أن يستوعبوا
أحسبُ أن الدّور سيأتي عليهم ،ولا أخالها تكهّنات بل إنه القَدَر يا أمي ما داموا في سباتهم ونومتهم العميقة .
إنني مصدوم !
يا بني الإنسان ليكنْ لكم موقفٌ قوي ،وصرخةٌ غاضبةٌ مدوية ،وصيحةٌ تقتلع قتَلَة الأطفال والنساء .
يا هذا ..كن إنساناً ولو لمرة واحدة !
هل تستطيع فعل ذلك ؟!
لا أعتقد !!
حسناً إذاً ..
فلْتحتفلوا إذا شئتم ..فلم يعُد يعنينا شأنُكم ،ولا يهمُّنا أمركم ،
لقد يئسْنا منكم ..
سنحتفل نحن !
سنحتفل بشهدائنا ..سنضحك باكين ..ونبكي ضاحكين ..
وسنبتسم رغم غصّة الألم .
ستزغردُ حرائرُنا ..وتطرب وتبتهج أرضُنا ..باستشهادِ شهيد ..وعودةِ جريح .
سنحتفل مع الله فهو ملاذُنا وعونُنا ..ولنسمتد منه القوة والصبر .
أتدرون ؟!
لم نعُد نبالي بكل ما يحصل لنا ما دام في عين الربّ ؛
إنه يرانا وكفانا بهذا شرفاً وفخراً وسعادة !
هذا ديننا ،وهذه قضيتنا ،،وتلك حرّيتنا ولا يمكن أن نساوم عليها أبداً
هذه هي أرضُنا ..فإما ننتصر أو نستشهد ..فلْتذهبوا .
#عيد_الحب
#فالنتاين

التعليقات مغلقة.