العلامة عبدالمجيد الحوثي: النبي محمد لشدّة حرصه على الأمة واستشعاره للمسئولية كاد أن يقتل نفسه أسفاً

طلائع المجد/خاص
صنعاء/20-فبراير:

قال الأمين العام للملتقى الإسلامي السيد العلامة عبدالمجيد عبدالرحمن الحوثي إن التاريخ لم يخلّد أحداً ولم يحصل أحدٌ على منزلة رفيعة عند الله إلا بقدر الهمّة التي يحملها .

وفي محاضرة له قال العلامة الحوثي إن النبي محمد_صلى الله عليه وآله_ لشدة حرصه على الأمة ومدى استشعاره للمسئولية كاد أن يقتل نفسه من الحسرة والأسى حتى إن الله كان يهدّئ من روعه ويقول له: (فلا تذهب نفسك عليهم حسرات) .

الحوثي قال إن الله خلق الإنسان في هذه الحياة وأعطاه كل ما يحتاج إليه في مسيرته في الحياة الدنيا .وهي تمثل المسار للوصول به إلى الجنة أو النار .

وأضاف العلامة الحوثي أن في هذه الحياة أناس كثر وهناك أناس تميّزوا وتحمّلوا مسؤوليتهم وسعوا في إسعاد الناس فخلّدهم التاريخ كالأنبياء والدعاة والأئمة والصالحين .فذكرهم الله وارتفعت مكانتهم عند الناس .بخلاف الناس الذين لم يتحمّلوا المسئولية .

وقال الحوثي إن استشعار المسئولية أن يعرف الإنسان و يستشعر بقلبه وعقله أنه موقوف أمام الله ومسئول يوم القيامة ومكلّف بما أمره الله بالقيام به مسئول عن عمره وشبابه ومال.

وأكد الحوثي أن مرحلة الشباب للإنسان تمثّل مرحلة التغيير واستشعار المسئولية واستثمار الشباب في طاعة الله وبناء الشخصية ومرحلة برمجة الذات إن سلباً أو إيجاباً .وأنه بقدر استشعار المرء للمسئولية بقدر ما تكون همّتُه ورغبته في العمل بطاعة الله والسعي إلى عمل الخير وبقدر ما يكون تأثيره في الناس وتغييره لواقع الناس فتتحقق النتائج المثمرة والإيجابية .

الحوثي أضاف بأننا ما زلنا في الوقت الذي يسمح لنا بأن نستشعر مسؤولياتنا ونعمل على ذلك وننظر إلى الأشخاص الذين غيّروا مجرى التاريخ فخُلِّدوا كعظماء.

وبيّن العلامة الحوثي بأننا _نحن البشر_ كلنا نعيش في هذه الحياة وستنقضي سنواتنا فإما أن نكون ممن استشعروا مسئوليتهم أمام الله واستغلوا كل لحظة في أعمارهم وعملوا لأنفسهم وأمتهم شيئاً حسناً يبقى في صفحاتهم وتذكره الأجيال والأمم .
وإما ممن أضاعوا حياتهم ولم يستشعروا مسؤلياتهم فنسيهم التاريخ .

وعن حديثه عن النبي محمد قال الحوثي إن أول من حمل المسئولية بشكل كامل هو النبي محمد -ص- فغيّر عالماً بأكمله ..عالما كان مليئا بالشرك والكفر والأخطاء والجهل ..ومع ذلك نجح في مشروعه .مؤكداً أن من يستشعر مسئوليته فإنه سيبحث عن كل السبل التي تؤدي إلى نجاح مشروعه .

واستطرد في حديثه أن من أهم الأشياء التي تجعل الإنسان ناجحاً في حياته هو أن يكون له مشروع في حياته ويكون مقتنعاً بشكل كامل بهذا المشروع فيبذل ماله ووقته ونفسه في سبيل إنجاح هذا المشروع .مشيراً إلى أنه إذا لم يكن لنا مشروع فسنكون تائهين في هذه الحياة ولا هدف لنا .

وحذّر الحوثي قائلاً: “حينما تكون بلا مشروع ستكون تائها بلا هدف تظل كما انت لا تتقدّم ولا تتأخّر وسيكون حالك كحال بني إسرائيل ..تعمل وتعمل وفي الأخير ترى نفسك مكانك وكأنّك لم تفعل شيئاً .

وأشار إلى أن الله لم يتركنا سدى وعندما خلقنا بيّن لنا طريق الخير وطريق الشر فالإنسان يحدّد مساره الأبديّ والطريق الذي يوصله إلى هذا المسار ، ويعمل على ذلك ،فإما أن يوصله إلى السعادة او الشقاء .

وأوضح أمين عام الملتقى الإسلامي أنه حينما تشعر _ أنت كإنسان_ باهمّية مسيرة الحياة وأنها ستقودك إلى الجنة وإلى الخير والسعادة فإنك ستعمل على ذلك ،بينما إذا أخطأت مسيرتك فإنك ستصل إلى الشقاء .وأن كل سَنَة وساعة ولحظة تمر عليك فإنها تأخذك إما إلى الجنة ،وإما إلى النار .

وقال الحوثي: لو نظرنا إلى الرجال العظماء الذين غيّروا التاريخ بدءاً بالنبي محمد الذي عاش 63 عاماً ..نتأمّل ما الذي صنعته هذه الأعوام للبشرية ؟! وكم اهتدى على يديه !

وأشار العلامة الحوثي إلى أن المسئولية التي حملها النبي محمد هي من رفعت منزلته عند الله مع ان عمره كان صغيرا مقارنة ببيقة الأنبياء فكان سيد الأنبياء كلهم والمرسلين والبشرية جمعاء .

وـأضاف الحوثي: “الإمام زيد بن علي عليه السلام حينما يقول: ( والله لوددت ان يدي ملصقة بالثريا فأقع إلى الأرض أو حيث أقع وأن الله أصلح أمر هذه الأمة ) إن هذه العبارة لا يقولها إلا شخص يؤمن بما يقوله وصاحب قلب يحترق على الأمة .

وقال الحوثي إن على الإنسان أن يستشعر مسئوليته من اليوم وإلا فهو فاشل
ويجب أن يكون هدفك كإنسان مؤمن هو: ماالذي أنجزته في سبيل الله وما الذي عملت لدين الله ،وهداية الناس إلى الحق .و بقدر همتك تكون قيمتك ومكانتك عند الله وعند الناس أيضاً .

وأضاف أن استشعار المسئولية هو المحرك الأساسي في هذه الحياة .وإذا لم يكن لك همة فلن يكون لك قدر في الحياة ولا مكانة .

واختتم الحوثي محاضرته قائلاً: “مازالت هناك فرصة والوقت متاحا لنغيّر من أنفسنا ويغير الله من واقعنا ..نحمل التضحية والصبر وهذه نعمة عظيمة ..لكن إذا جاء الموت فليس لك بديل ولا يمكن أن تعوّض عن عمرك فيما ينفعك .

وأكد السيد الحوثي أن الوقت يساعدنا أن نغيّر من واقعنا نحو الأفضل ونغيّر من نفسياتنا واهتماماتنا ووقتنا وما نستطيع أن نقدّمه في حياتنا لنسعد في الحياة الأبدية .

وأضاف: نحن مؤهّلون ونستطيع أن نكون عظماء وما علينا إلا أن نمتلك الهمّة العالية ونستشعر المسئولية ،فإذا ما قمنا بتغيير نفسياتنا فإن الله سيغير واقعنا بإذن الله تعالى .

التعليقات مغلقة.