فورين بوليسي تحذر ترامب من التورط بحرب اليمن: الحوثيون لا يتبعون إيران

طلائع المجد متابعات

حذرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية والمتخصصة في الشؤون الاستخباراتية والعسكرية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من دعم تحالف العدوان السعودي الأمريكي علي اليمن بسبب اعتقاده الخاطئ بتبعية “الحوثيين” لإيران.

المجلة الأمريكية التي تملك صوتاً مسموعاً داخل الإدارة الأمريكية نشرت تقريراً مطولاً اليوم الاثنين يؤكد أن الحوثيين ليسوا أتباعاً لإيران وإن الدعم الأمريكي لتحالف العدوان في مواجهتهم قد يدفعهم بالفعل إلى أحضان إيران بحسب قولها .

وقالت المجلة في التقرير أن الساحة الأولى التي ستواجه فيها إدارة “ترامب” إيران تشكلت لتصبح الساحة اليمنية وهو ما أسعد حلفاء الولايات المتحدة في الخليج وخاصة السعودية ودولة الإمارات حيث يُقيم فريق الأمن القومي الخاص بالرئيس “ترامب” الحوثيين بأنهم – جزء من خطة إيرانية كبرى لبناء تحالف شيعي قوي ضد عدو الجمهورية الإسلامية اللدود إسرائيل والسعودية.

وأكدت المجلة أنه خلافا لاعتقاد ترامب وفريق الأمن القومي التابع له فإن “الحوثيين” ليسوا حزب الله” وعلى الرغم من إعلان إيران بالتعاطف العلني معهم الا ان العلاقة لم تتطور الى التشدد مع طهران” مضيفة أن “تضافر جهود واشنطن وحلفائها الخليجيين لا يزال من الممكن بأن يدفع بالحوثيين إلى أحضان طهران”.

وأضافت المجلة الأمريكية أنه وحتى الآن “وبصرف النظر عن خطاب طهران القوي والمؤيد للحوثيين لم تظهر سوى أدلة قليلة جداً تدل على وجود دعم إيراني للحوثيين حيث لم يكن هناك دليل سوى بعض شحنات الأسلحة الصغيرة”.

مقابل حقيقة عدم تبعية الحوثيين لإيران تقول المجلة الأمريكية في تقريرها إن “دعم الجيش والمخابرات الامريكية والبريطانية لقوات التحالف التي تقودها السعودية قد يزيد ومن نواحي وعوامل كثيرة أي قدر من الدعم الذي يحصل عليه الحوثيين من طهران”.

ورأت المجلة أن الحرب على اليمن “عززت موقف الحوثيين الذين حملوا على عاتقهم حتى الان لواء الدفاع عن البلد ضد العدوان الخارجي” مضيفة أن الحوثيين ” أصبحوا ينظرون الى المملكة السعودية بنفس النظرة التي ينظرها حزب الله منذ فترة طويلة الى إسرائيل”.

كما أكدت المجلة أن “قصة صعود الحوثيين إلى السلطة تظهر بأن دافعهم في المقام الأول هو الأجندة المحلية بدلا من تلك الإقليمية، كما أنهم يتمتعون بدعم قوي ودائم في الشمال” موضحة أن “التصعيد في هذه الحرب لن يغير ذلك وحتى مع المزيد من الدعم الاميركي لقوات التحالف التي تقودها السعودية الذي – إذا كان ذلك سيحدث على أي حال – فبإمكان الحوثيين أن يقبلوا بسهولة المزيد من الدعم الإضافي والمالي من الجيش الإيراني، الذي قد تعرضه إيران”.

أما نظرة إيران للعدوان على اليمن فتقول مجلة “فورين بوليسي” في التقرير ذاته أنها كانت “وسيلة فعالة من حيث التكلفة لاستعداء السعودية التي أنفقت مليارات الدولارات على حرب اليمن في حين أن طهران عملت بميزانية صغيرة بالمقارنة”.

وحول أهداف الرئيس الأمريكي من زعمه محاربة إيران في اليمن فترى المجلة أنه ” قد تكون نظرة إدارة “ترامب” الى اليمن على انها منطقة مناسبة لإظهار عزمها على مواجهة الاصرار الإيراني للسيطرة على المنطقة دون إثارة حرب كبرى في منطقة الشرق الأوسط”.

ورأت المجلة أن نظرة ترامب ستجد ترحيبا مؤكدا من السعودية وستفرح بها “خصوصاً وأن ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد راهن بسمعته على كسب هذه الحرب إضافة الى ترحيب حليف السعودية دولة الإمارات” فهذه الدول تأمل بأنه وبمساندة من الولايات المتحدة قد تتمكن من هزيمة التحالف بين الحوثيين وصالح أو على الأقل إجبارهم على تقديم تنازلات كبيرة على طاولة المفاوضات.

وأضافت أن ترحيب الإمارات والسعودية لأنها تعتقد أن المساعدة الأمريكية ستجبر الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح على تقديم تنازلت لكن المجلة عادت لتقول أن “مثل هذه الحسابات قد تكون خطأ فادحاً ففي حين يرتبط الحوثيين بإيران الا ان إيران لا تتحكم في اتخاذ القرارات الخاصة بهم ووفقاً لمقابلات متعددة مع مسؤولين أمريكيين ووفقاً للحوثيين أنفسهم فقد تجاهل قادة الحوثيين بشكل قاطع طهران عندما أبلغوهم بعدم إسقاط صنعاء”.

وأضاف التقرير أنه “حتى الآن، يبدو أن إيران قد فعلت ما يكفي لمعاداة وتخويف السعوديين – وبالتالي ضمنت نزولها في مستنقع الرمال المتحركة في اليمن وإنفاق مليارات الدولارات على حرب لم تكن السعودية قريبة من الفوز بها بأي حال من الأحوال”.

وتحذر المجلة في نقطة خطيرة من عواقب الدعم الأمريكي لتصعيد الحرب من أنها قد تؤدي إلى ثورة في السعودية.

وفي هذا السياق تقول المجلة انه “إذا ما أندفع “ترامب” في الحرب اليمنية فهناك خطر حقيقي جداً بأن الصراع سوف يخرج عن نطاق السيطرة حيث أن اليمن توفر مكانا سهلا لطهران للرد على المملكة السعودية إضافة الى وجود سيناريو محتمل بأن تكون هناك انتفاضة مستوحاة من إيران في المنطقة الشرقية في المملكة السعودية، جنبا إلى جنب مع توغل الحوثيين إلى نجران ومدن أخرى في الجنوب إضافة الى الصواريخ التي ستستهدف السفن السعودية التي تسعى لعبور مضيق باب المندب. وهذا يمكن أن يشكل تهديدا خطيرا للاستقرار الداخلي في المملكة السعودية”

التعليقات مغلقة.