نبحث عن الحقيقة

عدوان أمريكي على سوريا وترحيب سعودي صهيوني وإدانات روسية إيرانية

 
سوريا_طلائع المجد
 
تعرضت سوريا لعدوان أمريكي مباشر باستهداف بوارج أمريكية لقاعدة جوية وسط سوريا فجر يوم الجمعة .
 
 
وقالت الرئاسة السورية في بيان لها إنه “في عدوان جائر وسافر قامت الولايات المتحدة الأميركية فجر اليوم باستهداف مطار الشُّعَيْرات في ريف حمص”.
وفي بيان لها، أكدت الرئاسة السورية أنّ ما حصل ما هو إلا “تصرّف أرعن غير مسؤول ولا ينم إلا عن قصر نظر وضيق أفق وعمى سياسي وعسكري عن الواقع”.
 
وأضافت أنّ “إقدام الولايات المتحدة الأميركية على هذا الفعل المشين عبر استهداف مطار لدولة ذات سيادة يوضح بالدليل القاطع مرة أخرة ما كانت تقوله سوريا وما زالت، من أن تعاقب الإدارات لهذا النظام لا يغيّر من السياسات العميقة لكنياه المتمثلة باستهداف الدول وإخضاع الشعوب ومحاولة الهيمنة على العالم”.
 
وتابع البيان “إن كان النظام الأميركي يعتقد أنّه بهذا الاعتداء قد تمكّن من دعم عملائه من العصابات والمنظمات الإرهابية على الأرض، فإنّ الجمهورية العربية السورية تؤكد وبصريح العبارات أنّ هذا العدوان زاد من تصميم سوريا على ضرب هؤلاء العملاء الإرهابيين وعلى استمرار سحقهم ورفع وتيرة العمل على ذلك أينما وُجِدوا على مساحة الأراضي السورية”.
 
 
وكان الجيش السوري قد أعلن صباح الجمعة أن الولايات المتحدة الأميركية “أقدمت على ارتكاب عدوان سافر استهدف إحدى قواعدنا الجوية في المنطقة الوسطى بعدد من الصواريخ، ما أدى إلى ارتقاء ستة شهداء وسقوط عدد من الجرحى وإحداث أضرار ماديّة كبيرة”.
 
وفي بيان له قال الناطق باسمه “إن هذا العدوان المُدان يؤكد استمرار الاستراتيجية الأميركية الخاطئة ويقوّض عملية مكافحة الإرهاب التي يقوم بها الجيش السوري ويجعل الولايات المتحدة شريكاً لـ”داعش” و”النصرة” وغيرهما من التنظيمات الإرهابية التي دأبت منذ اليوم الأول للحرب الظالمة على سوريا على مهاجمة نقاط الجيش والقواعد العسكرية السورية”.
 
ورأى البيان المذكور أن إقدام الولايات المتحدة على محاولة تبرير هذا العدوان بذريعة استخدام الجيش السوري للسلاح الكيماوي في خان شيخون دون معرفة حقيقة ما جرى وتحديد المسؤول عنه، من شأنه أن يبعث برسائل خاطئة للمجموعات الإرهابية تجعلها تتمادى في استخدام السلاح الكيماوي مستقبلاً كلما تعرضت لخسائر كبيرة في ميدان المعركة”.
 
وإذّ أكد أن هذا “العدوان المخالف لكافة القوانين والأعراف الدولية يسعى للتأثير على قدرات الجيش العربي السوري في مكافحة الإرهاب”، اكد أن الردّ يكمن في “المزيد من التصميم على مواصلة واجبها الوطني في الدفاع عن الشعب السوري وسحق الإرهاب”.
 
وأعلن البيان سقوط 8 شهداء في العدوان، فضلاً عن وقوع اضرار كبيرة في المطار، في وقت أعلنت فيه وكالة سانا السورية عن سقوط 9 شهداء بينهم 4 أطفال.
 
 
وكان التلفزيون الرسميّ السوريّ أكدّ وقوع خسائر من جراّء ما وصفه بـ “العدوان الأميركيّ على قاعدة الشعيرات العسكرية في وسط البلاد”.
 
في السياق متصل، قال وزير الإعلام السوري رامز ترجمان لـ قناة الميادين إن الاعتداء الأميركي هو استمرار للسياسة الأميركية الخاطئة في المنطقة، مضيفاً أن “مجلس الأمن منحاز وهذا واضح من خلال طريقة التعاطي مع الهجوم الكيميائي في خان شيخون”.
 
وعن ردّة فعل القيادة السورية قال ترجمان إن الأخيرة تتشاور مع حلفائها للرد على العدوان الأميركي، وسيكون هناك تحرك سياسي مقبل، مشيراً إلى أن الحكومة السورية “ستتعاطى مع هذا المعطى الجديد وفقاً لحجمه”.
 
وأكّد ترجمان أن “سوريا تتعرض لاستهداف سياسي وعسكري واقتصادي، وتواجه أكثر من نصف دول العالم”، لافتاً إلى أنه سبق وحصلت اعتداءات إسرائيلية على سوريا والآن جاءت أميركا لتكمل الأمر.
 
وزير الإعلام السوري أشار إلى استنكار شعبي واضح للعملية لأنها جاءت على مسرحية هزلية أريد منها استثمار سياسي رخيص”.
 
 
وكان محافظ حمص طلال البرازي قال إنّ الهجوم الأميركيّ يخدم أهداف الجماعات “الإرهابية” المسلّحة وتنظيم داعش، مؤكداً أنّ القيادة والسياسة السورية لن تتبدّلا وأنّ هذه الاستهدافات لم تكن الأولى ويعتقد أنها لن تكون الأخيرة.
 
وكشف المحافظ أن القاعدة الجوية المستهدفة تقع شرق حمص، و كانت داعمة للقوات السورية في الحرب ضد داعش، وأن لها دور كبير في محاربة الإرهاب وتحرير تدمر.
 
وكان الجيش الاميركيّ قد أعلن أنه نفّذ فجر الجمعة ضربة بـ59 صاروخاً من نوع “توماهوك” استهدفت قاعدة شعيرات العسكرية في محافظة حمص في سوريا.
 
وتحدثت معلومات عن إصابة عدد من الطائرات السورية بالاعتداء الأميركي رغم اخلاء غالبية الطائرات من القاعدة الجوية، رغم إن القيادة العسكرية السورية كانت قد أجلت غالبية طائراتها من قاعدة الشعيرات قبل الاعتداء الأميركي، وأنها أرسلت غالبية طائراتها إلى قاعدة عسكرية آمنة قبل الاعتداء المذكور.
 
ويُعتبر مطار الشعيرات الواقع جنوب شرق حمص واحداً من أهم مطارات المنطقة الوسطى في سوريا ويبعد عن مدينة حمص نحو 45 كم بالقرب من طريق حمص تدمر قرب بلدة الشعيرات.
 
ويقع على عاتق المطار شعيرات الجهد العسكري الأكبر في الحرب على داعش في تدمر ومهين والقريتين والمناطق القريبة منهما، ويقدّم مساعدة جوية مهمة للجيش السوري في مواجهة داعش في دير الزور شرقي البلاد.
 
الصواريخ العابرة أطلقت من مدمّرات للبحرية الأميركية في شرق البحر المتوسط.
 
الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن أنه أمر الليلة الماضية بضربة عسكرية محّددة على القاعدة الجوية التي انطلق منها الهجوم الكيميائيّ في سوريا.
 
 
 
ودعا ترامب “كلّ الأمم المتحضّرة على حدّ قوله إلى العمل من أجل إنهاء سفك الدماء في سوريا”.
 
 
 
ووصف ترامب الرئيس السوريّ بـ “الديكتارتور الذي شنّ هجوماً رهيباً بأسلحة كيميائية ضدّ مدنيين أبرياء “، على حدّ قوله.
 
 
بدوره، أكد وزير الخارجية الأميركي أن بلاده بدأت القيام بخطوات ترمي إلى إزاحة (الرئيس السوري) بشار الأسد، مضيفاً أن الغارات الأميركية على سوريا تظهر استعداد الرئيس ترامب “للقيام بأعمال حاسمة”.
 
 
وكشفت وسائل إعلام أن أوساطاً اميركية وصفت ما قام به ترامب بالعدوان خاصة وأنه قفز فوق الكونغرس، وأن تظاهرات اليوم في أميركا احتجاجاً على الضربة الأميركية لسوريا.
 
وتحدّث عن تصاعد الانتقادات الداخلية للإعتداء الأميركي على سوريا باعتباره “ضربة غير قانونية”.
 
وفي ردود الفعل، قالت المتحدثة الروسية ماريا زاخاروفا إنه سيصدر بيان مرتقب من الخارجية الروسية بخصوص الضربات الأميركية على سوريا.
 
وقالت وكالة نوفوستي إن روسيا ستطلب جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي حول الضربات الأميركية على سوريا، في وقت قالت فيه وكالة تاس الروسية إن بوليفيا طالبت باجتماع للمجلس المذكور بعد الهجوم الأميركي.
 
وأعلن رئيس لجنة الدفاع في مجلس الاتحاد الروسي أن الضربات الأميركية قد تقوّض جهود مكافحة الإرهاب في سوريا، في حين كشف مصادر إعلامية في موسكو عن اجتماع طارئ في الخارجية الروسية في هذه الاثناء لبحث الاعتداء الأميركي على سوريا.
 
وأعلن رئيس لجنة الدفاع في مجلس الاتحاد الروسي أن الهجوم الأميركي على سوريا عمل عدواني ضد دولة بالأمم المتحدة.
 
وقال إن “التحالف الروسي الأميركي حول سوريا بات مشكوكاً به بعد الضربة الأميركية”.
وأعلنت وكالة رويترز نقلاً عن وسائل إعلام سعودية أن الرياض أعلنت دعمها الكامل للعمليات العسكرية الأميركية في سوريا.
 
وكشفت مصادر عن معلومات عن بدء مسلحي داعش هجوماً على تدمر بعد الاعتداء الأميركي على القاعدة السورية.
 
وأعلن رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد قسطنطين كوساتشوف أن الهجوم الأميركي “حكم مسبق بمسؤولية دمشق من دون تحقيق”.
 
 
وأعلن المرصد السوري المعارض عن مقتل 4 عسكريين سوريين ووقوع دمار شبه كامل في القاعدة المذكورة في سوريا بعد الضربة الأميركية.
 
من جهته، قال محمد علوش القيادي في “جيش الاسلام” وعضو وفد المعارضة إلى مفاوضات جنيف إن القصف الأميركي على مطار الشعيرات العسكري في وسط سوريا “ليس كافياً”.
وأضاف علوش في تغريدة له على موقعه على “تويتر” أن “ضرب مطار واحد لا يكفي، فهناك 26 مطاراً تستهدف المدنيين”.
 
 
 
فيما تباينت ردورد الفعل حيال العدوان الأمريكي على سوريا فقد أصرت عدد من الدول الحليفة للولايات المتحدة منها فرنسا وألمانيا وبريطانيا واسرائيل والسعوية واليابان على تحميل الرئيس الأسد المسئولية عن الضربة الأمريكية ضد سوريا، فيما أكدت دول مستقلة تمسكها بخيارات الشعب السوري.
 
وحسب وكالة “سبوتنيك” أكدت وزارة الدفاع اليونانية أن اليونان ضد أي تدخل عسكري خارجي، وتدعو للحوار وإحلال السلام.
 
وأكدت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الصينية، أن الصين تحترم خيار الشعب السوري لرئيسه، بشار الأسد، وأن الشعب السوري هو من يجب أن يحدد مصير الرئيس السوري.
 
في مقابل ذلك حملت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، الرئيس السوري بشار الأسد، كامل المسؤولية عن التطورات الأخيرة في بلاده، وفقا لبيان مشترك عقب اتصال هاتفي بين ميركل وهولاند.
 
وجاء في البيان: “الرئيس الأسد وحده يتحمل مسؤولية هذه التطورات، تكرار استخدامه للأسلحة الكيماوية وجرائمه ضد شعبه يتطلبان فرض عقوبات، كما طالبت بذلك فرنسا وألمانيا في صيف 2013، بعد مأساة الغوطة”.
 
من جهته قال وزير الخارجية التركي تشاوش أوغلو في تصريح للصحافيين، اليوم: “ينبغي تشكيل حكومة انتقالية في سوريا بأسرع وقت”، مضيفاً “لا يمكن تشكيل حكومة انتقالية بمشاركة الأسد”.
 
كما أبدت إيطاليا تأييدها للضربات الصاروخية الأمريكية على قاعدة جوية سورية، وقالت إنها رد مناسب يردع الرئيس السوري بشار الأسد.
وكانت كلا من بريطانيا وتركيا و”إسرائيل” والسعودية أعلنت في وقت سابق اليوم دعمها ومباركتها للعدوان الأمريكي على سوريا، في حين نددت موسكو وطهران بالعدوان.
 
وكان مجلس الأمن الدولي أجّل، أمس الخميس، تصويتاً على مشروع قرار يطلب إجراء تحقيق حول الهجوم الذي يشتبه بأنه كيمياوي في سوريا.
 
تجدر الإشارة إلى أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أعلنت في تشرين الأول/ أكتوبر 2013 أن كافة القدرات الإنتاجية في المنشآت الكيميائية في سوريا قد جرى تدميرها، وذلك في نهاية المرحلة الثانية من الأعمال التي تنص عليها خطة تدمير هذه الأسلحة.
 
وارتكبت طائرات “التحالف الاميركي” عشرات المجازر ضد السوريين في أرياف حلب والحسكة ودير الزور والرقة وآخرها المجزرة التى راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين عندما قصفت طائرات التحالف في آذار الماضى قرية المنصورة بريف الرقة.
 
وسبق للولايات المتحدة أن استهدفت مواقع للجيش السوري في إطار دعمها المفضوح لتنظيم “داعش” الإرهابي عندما اعتدت 4 مقاتلات أميركية في أيلول الماضي على أحد مواقع الجيش السوري في جبل الثردة بريف دير الزور الجنوبي الشرقي الأمر الذي مكن إرهابيي تنظيم “داعش” من السيطرة على الجبل، حيث اعتبرت قيادة الجيش يومها أن العدوان دليل قاطع على دعم الولايات المتحدة وحلفائها لتنظيم “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية الاخرى ويفضح زيف ادعاءاتهم في محاربة الإرهاب.
 
المصدر: الميادين+طلائع المجد

اترك رد