فراعنة العصر ( 1 ) ..عبدالمجيد إدريس

فراعنة العصر ( 1 )
 
كتب: عبدالمجيد إدريس
 
مقالات_طلائع المجد
 
مقدمة لا بد منها
 
هي الحياة التي أراد الله منا أن نعمرها بالخير وإقامة القسط ومحو الشر وإعزاز الحق وإبطال الباطل وإزهاقه وإعمال الفطرة البشرية وتفعيل دورها في كل مجالات الحياة ولأن شأن الحياة مزرعة للآخرة وساحة للصراع القائم بين الحق والباطل فإن الشر والباطل لهما صولة وجولة كما أن الحق له جولة وصولة وكلما نجم قرن الباطل فإنه سيكسر بمجيء الحق وهكذا .
 
إنها الحياة أحبتي القراء الكرام مبنية كذلك وقد كان بداية الصراع بين أبينا آدم عليه السلام وبين الشيطان الرجيم وهكذا تستمر الحكاية حق وباطل ولكل أهل فلئن أمر الباطل فقديما فعل ولأن قل الحق فعسى ولعل كما قال الوصي علي عليه السلام .
 
وأيضا فمن العبر والدروس التي نستفيدها في زماننا الحاضر والمعاصر أنه لا يمكن فصل الماضي عن الحاضر والمستقبل والصراع مستمر وقد استمر قروناً كثيرة وإلى يومنا وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
 
فما أحوجنا أيها القراء الكرام ونحن نخوض معركة مصيرية مع أعداء الإنسانية من أمم الشرك وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل وآل سعود من الأعراب ورعاة الإبل والغارقين في الصحراء القاحلة وغيرهم من الأحلاف الأجلاف الذين لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة .
 
ما أحوجنا لأن نستفيد من كل الدروس التي قد تحققت في الأمم الماضية التي جعلها الله لنا أنموذجا نأخذ منه ما نستفيده في حياتنا وننزجر ونعتبر بكل ما أوصلهم إلى العذاب المهين في الدنيا والآخرة .
 
ولأن الهجمة شرسة من قبل أعداء الإنسانية على البلاد العربية عموما وعلى اليمن خصوصا فقد سخرنا هذه السلسلة المباركة في مقارنة بين فراعنة العصر وفراعنة الماضي من حيث الأهداف والأسلوب الذي تستخدمه الفراعنة على مر العصور والأزمنة .
 
وسندَّعم كل ما نقوله بقول الحق جل وعلا وبالحقائق الواضحة التي لا غبار عليها فلا غرو ولا عجب في هذه المقارنة بل إن فراعنة هذا العصر قد بلغوا في الفساد وانتهاك المحرمات ما يفوق ويتعدى كلما فعله وارتكبه فراعنة الماضي .
 
تجاوزوا كل الحدود والأعراف والقوانين ووصلوا إلى الذروة في الظلم وسفك الدماء ،ونشر الرذيلة ،وطمس الفضيلة .
 
سنتناول في هذه السلسلة حجم المآسي التي ارتكبها حلف الشر بحق الشعب اليمني المسلم وكل المبررات التي جعلها ذريعة له في استهداف الشعب اليمني العظيم وأدواته التي حرَّكها وجنوده وإعلامه وسياساته وإرهابه وإرعاده وتخويفه واستغلال الدين والمقدسات في تنفيذ مآربه .
سنتناول كل ذلك إن شاء الله في السلسلة الآتية، والآن ما هي أساليب الفراعنة في احتلال الشعوب وغزوها وما هي صفاتهم وأهدافهم واستراتيجيتهم وهذا ما ستجيب عنه السلسلة الآتية.

التعليقات مغلقة.