الإنسان ..وعصرُ الوحوش البشرية

مقالات_طلائع المجد
 
بقلم: سليم الشرفي
 
للأسف لم يعد هنا في هذا الكوكب المليئ بالمشاكل من يتحرك من أجل إنقاذ طفل تقتله المجاعة أو تحرقه الصواريخ التي يقذفها مجرمي البشرية وطغاة الأنظمة الإستكبارية والإستعمارية .
 
فإذا رأينا تحركات أي مجرمي هذه الأرض تحت هذه المسميات فلا نخدع أنفسنا بتحركاتهم الكاذبة فهي تحركات تدرس وتناقش كيف تزيد شلال الدماء ؟ وتدرس الطرق والأساليب الأبشع في قتل الإنسان ولا سيماء المرأة والطفل والشيخ المسن والمقعد .
 
دعونا نقف عند مجزرة خان شيخون في سوريا تتغير المواقف وتنسجم الأيادي القاتلة والملطخة بالدماء البريئة لتتخذ من قبل هؤلاء المواقف الجريئة والوقحة وابتزاز بعضا من المواقف الدولية وممارسة بعضا من الضغوطات على كل من يقف أو يناوئ مشاريعهم الإستكبارية . لا يهم أن يقتل من في الأرض جميعا مقابل أن تبقى السياسة البائدة هي من يحكم ويهيمن.
 
ما يلفت الإنتباه هو تحركات تطرأ على الساحة الإقليمية والدولية جراء مجزرة خان شيخون وتغيير في المواقف . هذا ماهو حاصل للأسف الشديد!!!!!
لعل مقادير اطفال سوريا واليمن أصبحت بيد مجرمي حرب وصناع القرار في هذا العالم المليئ بالمصائب ليمرروا من خلالهم مؤامرات وانتزاع مابقي من أوراق في يد الخصم هذا كل مافي الأمر ليس إلا كما أتصور . فبعد مجزرة خان شيخون تقوم القيامة ولم تقعد على أمريكا فتنتقم لها بضرب قاعدة الشعيرة العسكرية بسوريا بحجة الإنتقام لمجزرة خان شيخون التي راح ضحيتها أكثر من مائة قتيل وأكثر من أربعمائة جريح أغلبهم من الأطفال ، أيضا تغيير توجه بعض الدول التي كانت تدعم الأسد وسوريا بالموقف في خيار مواجهة الإرهاب وداعش ولاسيما مصر والأردن عقب زيارتهم للبيت الأبيض ولقائهم بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب .
في مقابل هذه التحركات الأمريكية ولا سيما عقب الهجمة الخاطفة على قاعدة الشعيرة السورية يطلق التحالف الآخر ممثلا بروسيا وإيران وسوريا وحزب الله موقفا مضادا وقرارا صارما بالرد الأعنف في حال ما إذا كررت امريكا عدوانها على سوريا .
 
هذا الصراع وهذه الروائح المشؤمة التي تنبعث من طوائلها روائح الدم يحتدم الصراع بين معسكرات كبرى بقصد الضغط وإبراز كل منهما عضلاته أمام الآخر .
أمريكا تسعى في التصعيد بعد حادثة خان شيخون واستخدامها في بنك التصعيد ضد روسيا وحلفائها إذ عقدت اليوم اجتماع بوزراء خارجية دول أوربا الصناعية يفضي الي تخيير روسيا في أمرين :أما أن تكون شريكا في الحل السياسي بسوريا والذي يظمن نجاحة ضرورة عدم بقاء الأسد في الحكم أو أن تكون مع بقاء الأسد والذي سيكلفها فرض عقوبات سياسية واقتصادية من قبل امريكا .
 
لو نستقرء جيدا هذا الواقع وما يطويه من وقائع وأحداث قد نندهش ولاينسجم مع فطرتنا الإنسانية بل قد نعتقد ونتصور اننا في عصر الوحوش القاتلة و قد نتمنى الموت حتى لا تكرر مشاهدة ما يحدث فأن يكون الأطفال حصاد مؤمرات دولية كارثة والأسوأ من ذلك أن يدعي الأمريكي في كل تحركاته أن كل المواقف التي يتحرك في طورها هو من أجل الأنسان ، بل إن سيئ الأسوأ هو أن يدعي اهتمامه بالإنسان في سوريا أما في اليمن فليقل في اليوم الواحد الف طفل لا يهمه بل قد يسعى لمضاعفة العدد في إلقاء قنابل أعظم فظاعة .
 
للأسف هذا ماهو حاصل وقادم الأيام ينبئ بكوارث إنسانية في حالة ما إذا ظل هذا المستعمر الأمريكي ينهج وراء هذه النزوات الشيطانية والتي تتطلب منا أن نقف في مواجهتها والسعي في فضحها وفض بكارتها بطرق مشروعة واتباع منهج الله عندها سيكون الله في عوننا في مواجهة عصر الوحوش البشر .

التعليقات مغلقة.