اغفري لي يا بغدادُ ..سامحيني سيّدتي !

مقالات_طلائع المجد

كتب: أيوب إدريس

يا الله كيف نسينا هذا اليوم ..وكيف مرّ علينا مرور الكرام !
اغفري لي يا بغداد ..سامحيني سيدتي !
ويحَ نفسي !
يا لضعف ذاكرتي ،وسوء تفكيري ،وغباء دفتري ،وسذاجة قلمي !
كيف لي أن أنسى يوماً كيومك يا بغداد ؟!
بغداد وما أدراكم ما يومُ بغداد !
يوم الذلة ..يوم النكسة ويوم النكبة ..يوم كارثتنا ومصيبتنا !
يوم سقوط بغداد بيد قوات الاحتلال الأمريكي الشيطاني يوم أن ذل العرب وانتكست أعلام ورايات الأمة .
يومٌ أسود حزين ..يومُ بكاءٍ وعويلٍ ..لكل عربي ومسلم حر شريف .
انقضّت أمريكا تجرجرُ معها عالَماً من القبح والحقد والإجرام على الجميلة بغداد ..لقد اغتصبوها ومزّقوا جسدها ثم رمَوْها لتعاني الألَمَ والعذاب والقهر .
يا للقبح ..يا لشر هذا الشيطان ..كم هو لئيم وخبيث !
وفيما ضلت بغدادُ تعاني آلامَ الجريمة وعذاباتِها وآثارَها المدمرة ..كان أمراءُ النفط يضحكون ويهزأون بها وهي تستغيث وتستنجدهم…ولكن لا مجيب ..لا مغيث .
لم تكن بغداُ تعرفهم ..كانت تستنجد ذئاباً قاتلة وثعالب ماكرة وغادرة .

إنه يوم الخذلان لشعب العراق كما هو اليوم يتكرر تجاه اليمن !
زعمت الأفعى أمريكا أنها إنما جاءت لتحرر العراق من دكتاتور طاغية ..لكنها فاقتْه ملايين المرات في كل أوصافه السيئة .
أكثر من مليون ونصف عراقي قُتل بسبب تلك الحرب الظالمة والاحتلال الفاشي المغولي التتاري والنازي في آنٍ واحد !
واليوم ماذا يا عراقُ ؟!
جرحك الغائر يندمل ..لتلمْلِمْ شتاتك وتداويَ جرحك فحتماً ستتعافى وتعودُ بغداد إلى صباها وجمالها …ولمَ لا يكون ذلك ؟!
أوليس حرياً بالرب أن يعيد إليها جمالها وألَقها .إنها جديرة بذلك فعلاً .
تدلّلي يا بغداد واغنُجي فلك الحق في ذلك أيتها الفاتنة ..لا بأس عليك .إذاً ..سينتقم الرب منهم ..وسترَيْن ذلك قريباً .

أيها الأحبة ..أعزائي:
أعراب الخليج وعملاء الأمريكان لم يتّعظوا ولم تفيدهم الدروس والعبر أو بالأحرى لم يستفيدوا هم منها .
يريدون أن يكرروا تلك الفاجعة الكبرى والمذابح الداميات في دمشق وصنعاء ..كم هم قبيحون يا إلهي !
ينادون ترامب أنْ : اِقصف دمشقَ ودمّرْ صنعاء .
يريدون احتلال الحديدة وقتْلَ الشعب جوعاً ..ولكن أنّى لهم ذلك دام الله معنا ؟!
إن الله معنا ولن يترك أطفالنا يموتون جوعاً ..أثِقُ به كثيراً ..هذا وعدُهُ الصادق وقوله الحق
سلامٌ على بغدادَ ..وصلاةٌ على صنعاءَ ..وبركاتٌ على دمشق .

التعليقات مغلقة.