الضربة الأميركية على سورية “تحت المجهر” كي لا تستثمر صهيواستعمارياً

الكاتب : انطوان شاربنتيي
 
مقالات_طلائع المجد
 
جاءت ضربة اميركا، مبرمجة على سورية، بمثابة رد على ضرب الجيش السوري، للطيران الحربي الاسرائيلي، في ١٧-مارس-٢٠١٧، الكيان الصهيوني الذي تدخل عدة مرات لصالح العصابات المسلحة في سورية، بهدف مساعدتها لضرب الجيش السوري خصوصا بعد تقدم هذا الأخير على الجبهات.
 
ضربة اميركا التي كانت مقررة مسبقا، أيضاً جاءت كرد على خسارة اردوغان في سورية و إعلانه نهاية عملية درع الفرات، ذاك الحين تسالنا، ماذا سيكون البديل؟
بعثت اميركا و معها الصهيونية العالمية، كثيرا من عملائها، من عصابات، و دول للإطاحة بسورية “دولة، جيشا وشعبا”، فبعثت اولا بالفصائل المسلحة، و الارهابيين من التنظيمات المدرجة في لائحة الإرهاب الدولية، ثم استعانت بحلفائها القريبين من سورية “كإسرائيل و تركيا”. لكن لم يفلح احد منهم بالإطاحة بما يخص الشأن السوري، فشعرت انها مضطرة للامساك بزمام الأمور و التدخل مباشرة.
 
بالتالي هذا برهن ما كنا نقوله سابقا، أن ترامب كان يكذب أثناء حملته الانتخابية، و انه عندما ينتخب سيتغير، كما برهن ايضا، أن الولايات المتحدة الأمريكية تغير وجه الرئيس، لكن لا تغير سياستها، فهي بعكس فرنسا على سبيل المثال، التي تغير سياستها، مع كل انتخابات رئاسية.
 
اتت هلوسة الضربة الكيمائية على منطقة ادلب، و خرجت كل كلاب المستعمرين، لكي تنبح بنفس الشيء، كالذي نبحوا فيه، في ٢٠١٣ بشأن الكيميائي في سورية، لكن الكل يعرف أن سورية لم يعد لها اي نوع من هذا السلاح الكيمياء منذ وقت، والأمم المتحدة تعرف تماما هذا الشيء، لكنها تتجاهله عمدا.
اميركا تأخذ ذريعة الأسلحة الكيميائية في سورية، لتعيد سيناريو ٢٠١٣ في العراق، لكن الواقع الجيوستراجية الشرق أوسطية ليست نفسها، أن صدام حسين لم يكن لديه حلفاء قريبين منه كإيران و روسيا و مستعدين الدفاع عنه، طبعا و اولا من اجل مصالحهم، لكنه بالوقت نفسه يحمون سورية.
 
ضربة اميركا لسورية، هي لخطف الأنظار عن انتصارات الجيش السوري، و مساعدة المسلحين في المنطقة التي ضربت، ومن جانب آخر من أجل عدم الفات النظر على انزال جنود لها في الرقة، و محاولتها إقامة قاعدة عسكرية لها بشمال سورية و دعمها الاكراد الانفصاليين، الذين لا يمثلون كل أكراد سورية.
 
هذا بعض من منحى الضربة الأمريكية، التي سترتد على ترامب داخليا، اما خارجيا ان أعاد هذا الشيء، ربما يؤدي هذا لحرب إقليمية، او عالمية، لأننا لا نعرف مدى ردة الفعل السورية، الروسية و الايرانية إن أعاد ترامب ضرب سورية مرة أخرى.
 
هذا التدخل الامريكي الجديد في سورية، ممكن أن يودي الى حرب، ما سيدفع ارسال قوات أميركية إلى سورية، و ممكن أن يكون مصير القوات المسلحة الاميركية كمصيرها في العراق، لكن ترامب لا يجب أن ينسى بخطواته المستقبلية مصير حلفاؤه في الشرق الأوسط “كتركيا، الاردن و خصوصا اسرائيل”، بالتالي سيكون السيناريو الأرجح هو تحجيم الدور الاميركي في سورية.

التعليقات مغلقة.