فراعنة العصر ( 2 )

مقالات_طلائع المجد
 
كتب: عبدالمجيد إدريس
 
استرتيجية الفراعنة وأسلوبهم واحد قضيتهم يصوغونها وفق أهداف محددة لا تختلف، تشابهت قلوبهم وكأنهم خرجوا من مشكاة واحدة حتى القاعدة والأساس الذي ينطلقون من خلاله هو أساس منهار وقاعدة معادلاتها خاطئة
بإختصار يهدمون ملكهم بأيديهم وبمعارضتهم لإرادة الله والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
 
فتعالوا أحبتي القراء الكرام لنكتشف سوياً الدافع الذي جعل الفرعون تثور ثائرته ليصل به الحال إلى الجنون والعظمة المطلقة التي يضحي بكل شيء من أجلها متجاهلا أنه يؤطر نفسه الحقيرة في زوايا مظلمة وضيقة تعود عليه بالنكال والدمار
والآن أحبابي تأملوا تأمل المتلهف لمعرفة الحقيقة الضائعة فمع استقرار المملكة الفرعونية ورخاءها وكون الأنهار تجري من تحتها والفواكه دانية تغدق عليهم بمختلف أنواعها وأصنافها وبينما الترف الفرعوني قد وصل للذروة إذ يسمع فرعون خبرا ينزل على مسامعه كالصاعقة ألا وهو أنه سيُولد في مملكته ولد يكون هلاك ملكه على يديه والآن ألا تجدون التشابه الكبير بين مملكة فرعون المعاصرة ومملكة فرعون الهالكة والغابرة .
 
ففي زماننا وعصرنا ينعم آل سعود بالترف والبذخ الذي يفوق كل التصورات ويتعدى كل الخيالات ووصية جدهم ما زالت محفورة في أذهانهم .
 
وهي معلومة لدى الجميع ألا وهي أن خيرهم وشرهم من اليمن كم هو التشابه بين هذا النبأ ونبأ فرعون الهالك إنه نفس الدافع الذي انطلقوا من خلاله ليمارسوا بشعوبهم سياسة التجويع والتشتيت وتفريقهم إلى شيعا وأحزابا بل ويمارسون بحقهم كل شيء قتلا وذبحا وتعذيبا بل واعتبارهم خدما وعبيدا ولأجل ماذا يستخدمون هذا السياسات الظالمة والقمعية؟ إنه لأجل الحفاظ على ملكهم واستمراريتهم في الحكم
والان تعالوا معي لننصت ونستمع لقول الحق والشاهد العدل وهو في معرض ذكره عن الفراعنة وأساليبهم القمعية والإستعبادية النابعة عن عقدة نفسية .
 
يقول عز من قائل {طسم* تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ* نَتْلُو عَلَيْكَ مِن نَّبَأ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ* إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَآئِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَآءهمْ وَيَسْتَحْيِ نِسَاءهمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ*
إنها قضية الصراع بين الحق والباطل قاعدة ثابتة لا تتغير بتغير الزمان سواء كان بين موسى وفرعون أو بين اليمن وآل سعود تتغير الشخصيات وتتفق السياسات والنفسيات .
 
أيها الأخوة القراء
ومن أصدق من الله قيلا ومن أصدق من الله حديثا ؟
سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا كلا ولا تحويلا إن فرعون وكل الفراعنة بسبب عقدة العلو .
 
التي يظنون بسببها أنهم حصلوا على امتيازات دون غيرهم كل ذلك جعل الفرعون يدعي الربوبية والألوهية فقال أنا ربكم الأعلى وظن آل سعود بأنهم أبناء الله وأحباؤه لقربهم من البيت الحرام ولتواجد الأماكن المقدسة بجوارهم ولأن الله أغدق عليهم بالنعم بما في ذلك النفط الذي أخرج آل سعود ودول الخليج من الصحراء القاحلة إلى روضة غناء ظنوا بأنهم يختلفون عن غيرهم اختلافا وكبيرا وبأنهم شعب الله الذي يجب أن يرسي نظامه وسياساته على كل الشعوب ولكن من كفر فأمتعهم قليلا ثم أضطرهم إلى عذاب غليظ .
 
والآن أحبتي ما هو العلو وما هي الآثار المترتبة عليه ؟ بلا شك هي حالة يصل بها الإنسان لممارسة كل فعل مشين خارج عن إطار الإنسانية وفطرتها السوية العلو في الأرض تستدعي المنحرف عن الفطرة لممارسة التفريق والإستعباد والقتل والإستحياء .
 
فما حقيقة هذه الصفات وما آثارها الوخيمة المترتبة عليها؟؟ هذا ما ستجيب عليه حلقتنا الآتية…

التعليقات مغلقة.