السيد عبدالمجيد الحوثي: الجهاد لم يُشرع من أجل فرض دين أو فكر بل لردع الطغاة وتحقيق العدل والنظام

 
طلائع المجد_خاص:
 
قال الأمين العام للملتقى الإسلامي السيد العلامة عبدالمجيد عبدالرحمن الحوثي إن الله لم يأمرنا بالجهاد في سبيله لفرض دينٍ أو فكر أو عقيدة بل لردع الطغاة والظالمين وتحقيق العدل والأمن والاستقرار لحياة الناس وتطبيق النظام الذي أراده الله .
 
وأضاف السيد عبدالمجيد الحوثي في محاضرةٍ له ألقاها على عدد من العلماء والمفكّرين وطلبة العلم: “الجهاد في سبيل الله لم يُشرَع لسفك الدماء وإزهاق الأرواح، أو قتل من يخالف في الفكر والعقيدة ؛ لأن الله قد وضّح الحق وجعله بيّناً ثم قال (من شاء فليؤمن من شاء فلكيفر) .و(لكم دينكم ولي دين) .ولكن بل لكي يأمن الناس ويطبّق العدل ويُؤخذ على يد الظالم وبيد المظلوم وتوزّع الحقوق بالحق ولكي يكون هناك أمن ورخاء واستقرار ” .
 
 
* الإسلام يحفظ حقوق الأقليات ..ولا إكْراهَ في الدين أو الفكر
 
وقال العلامة الحوثي: إن الواجب في مشروع الإسلام هو أن يتم تطبيق النظام والقانون ،وأن يعيش الناس في أمن وطمأنينة واستقرار وعدل ،وليس فرض الدين والفكر بالقوة على الناس. مشيراً إلى قوله تعالى: (لا إكراه في الدين ..قد تبيّن الرُّشد من الغيّ ) .مبيّناً أن لكل فرد حريته فيما يعتقد.
 
 
وأكد الحوثي أن الإسلام جاء من أجل إقامة ورعاية وحماية حقوق الإنسانية بالشكل الصحيح والسليم الذي تراه العقول والفطرة البشرية .وأضاف: أن من واجب الدولة الإسلامية أن تحمي رعايها من جميع الأديان والأجناس وتضمن حقوقهم ،وأن للإنسان حريته الفكرية ما لم يخل بالنظام والقانون أو يعتدي على الغير .
 
 
الحوثي قال: إن شقاء الأُمّة هو بسبب ابتعادها عن خط الله ونظام الإسلام ..والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. مؤكداً: لو أن هناك دولة إسلامية تطبّق الإسلام بالشكل الصحيح لانجذب العالم كله إلى هذه الدولة .
 
 
* من أساسيات النجاح: أمة منظّمة ..عمل جماعي ..قيادة حكيمة
 
وأكد السيد الحوثي أن الله خلق بني آدم ليكوّنوا مجتمعات من ذكر وأنثى ليشكّل حياة متجمعية ،وليقوموا بالعمل بشكل جماعي .مشيراً إلى قوله تعالى: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ).
 
وقال العلامة عبدالمجيد الحوثي : إن الله قبل أن يكلّفنا بالقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقيام بما فرضه علينا ..أمرنا أن نكوّن أمة متماسكة، ومجموعة بشرية لها هدف واحد وقيادة واحدة ،وتتبادل العمل والصلاحيات فيما بينها ، كلٌ له وظيفة ومهمة وخاصّيّة .
 
الحوثي شبّهَ الأمة هذه بأنها ” كالجسد ..فالجسد عبارة عن عدة أعضاء وكل عضو له عمل ولهم قيادة واحدة توَجّههم ،وكل عضو يقوم بواجبه في الدفاع عن الجسد وحمايته ويتلقّى الأوامر من قيادة واحدة والتي تتمثل بالقلب ” .
 
وأضاف السيد الحوثي أنه لا يمكن العمل الجماعي أن يتم دون أن تسوده المحبة والولاء بين المؤمنين واتحاد الهدف لديهم .وقال إن الإسلام يحثنا على أن نكوّن أمة منظمة ذات رؤية وذات قيادة كفؤة مطاعة ومسموعة من قبل الأفراد .
 
 
وقال الحوثي أن الله خلقنا كبشر مختلفين في طباعنا ونفسياتنا ووجهات نظرنا؛ لذلك يجب أن يكون هناك قانون ونظام لتيحرك العمل وحتى لا يبقى الناس في اختلاف فيما بينهم وكل منهم يريد أن يتم العمل كما يراه هو .
 
وأكد الحوثي أن على الإنسان أن يتخلى عن رأيه حتى وإن رأى انه هو الصواب من أجل أن ينطلق العمل ولا يتم إيقافه وتثبيطه .
 
وقال الحوثي إنه في العمل الجماعي يجب أن نؤمن بالاختلاف وأن لا نتّهم الآخر بسبب وجهة نظره ..فالاختلاف طبيعي لأن كل إنسان له عقلية وخصائص مختلفة عن الآخر ..وهذه هي ظاهرة صحية إذا ما تم العمل بها بشكل جيد .
 
وأضاف العلامة الحوثي أن الله أمر بأن يتم التخلّي عن الحق الشخصي من أجل الحق الجماعي للأمة.مشيراً إلى أنه لا يمكن العمل بمشروع الإسلام إلا بشكل جماعي ومنظم .
 
الحوثي قال: “للأسف فإنّ فشَلَ العالم العربي والإسلامي هو بسبب أنهم لم يستوعبوا رسالة الإسلام ودلالات الأعمال والطاعات التي أمرنا الله بها .
 
 
* لا تقوم الدول إلا بتطبيق النظام والقانون والعمل المؤسسي
 
وقال الأمين العام للملتقى الإسلامي إن دول الغرب تقدّمت بسبب أنها طبّقت النظام والقانون والعمل المؤسسي مؤكداً أن التنازع هو سبب الفشل في العمل الجماعي .
 
وقال العلامة عبد المجيد الحوثي: إن العمل المؤسسي يحتاج إلى وعي ومعرفة من الجميع أنه لا يمكننا النجاح إلا بهذا العمل المؤسسي وأنه عمل ضروري ولا يمكن تطيبق مشروع الله والإسلام إلا به .
 
وأشار إلى أنه على المستوى البعيد لا ينجح إلا العمل المؤسسي وأن الأمة التي أرادها الله سبحانه بقوله : ولتكن منكم أمة ..هو العمل الجماعي المؤسسي .
 
وعن الملتقى الإسلامي قال السيد الحوثي إن الملتقى يسعى لأن يكون حركة رائدة تُجسّد العمل المؤسسي بكل ما تعنيه الكلمة ..وليس عملاً فردياً .
 
 
* الإسلام نظام حياة شامل ،فيه سعادة البشرية ،وعلينا تقديمه بصورة صحيحة للعالَم
 
واختتم العلامة عبدالمجيد الحوثي محاضرته بالقول: إن الإسلام هو نظام حياة ودولة ،نظام سياسي وعسكري للأمة ويجب عليها أن تعمل بمقتضاه لا أن تعمل بشكل مزاجي.
وأشار إلى أنه ليس للأمة الحرية أن تعمل بما تشاء هي ..بل تعمل بنظام الله الذي فيه خير بني الإنسان في الدنيا والآخرة . وأن الله أمرنا بتكوين أمة منظّمة تعمل بنظام الله الذي فيه سعادة البشرية .
 
وقال الأمين العام للملتقى الإسلامي إنه يجب أن نفهم دين الإسلام جيداً حتى نقدّمه للعالَم بالشكل الصحيح لأن هناك مؤامرة على دين الإسلام وتشويهه وتصويره على أنه دين القتل .

التعليقات مغلقة.