“تقرير سعودي بقلم الكيان الصهيوني”

كتب:علي الشرفي
 
طلائع المجد_مقالات
 
بعيداً عن اللّغَط التأريخي حول نشأة الكياني السعودي وطبيعة الأصلاب التي انحدرت منها أسرة آل سعود ، فهذا أمر لا يعنينا ولسنا بحاجة لاستحضاره .
 
ما يعنينا هو ما بين أيدينا من رؤية “اسرائيلية” حول طبيعة الصراع في جنوب الجزيرة العربية.
بين يدي (14) نقطة كملخص لدراسة مستفيضحة تمت في الكيان الصهيوني .
وأنا أتدحرج في سُلّم تلك النقاط أخال نفسي أتابع متحدثاً لدولة خليجية أو أشاهد برنامجاً تحليلياً بإحدى قنواتهم .
فهل هو توارد الخواطر أم هو تحالف استراتيجي ؟!
 
إن العلاقات العربية مع الكيان الصهيوني اتجهت في الآونة الأخيرية إلى أبعد مما كانت عليه بمراحل ، فتحوّلت من النشاط السري والتفاهمات من تحت الطاولة إلى المجاهرة بهذه الكبيرة العظمى والخطيئة الكبرى وظهر للعلن ومن فوق الطاولة الزيارات المتبادلة واللقاءات العلنية والتنسيق المشترك والدفاع المقدس.
 
* في هذه النقاط يعتبر الصهاينة أن معركة السعودية في اليمن هي معركتهم وأنهم وأمريكا قرروا هذا العدوان وأنهم ذاهبون إلى نهايته .
 
* خطورة ايران دائماً هي سيفمونية مفضلة يجيد عزفها الغرب ويجيد ترديدها العرب ، وهي البعبع التي ترمي أمريكا بتبعات الصراع في الشرق الأوسط عليه .( “إسرائيل” لم تعد الا حليفاً لعالمنا العربي والعدو الاستراتيجي هو إيران) هذا ما أراد التقرير أن يخلص إليه .
 
* العنصر الطائفي حاضر في التقرير بقوة والمصطلحات الطائفية مشحونة في سطوره وفقراته ومن هنا تحاول أمريكا ومعها الصهاينة أن يعطوا للصراع في الشرق الأوسط عامل الديمومة والبقاء ليس علينا بل على أجيالنا أن يظلوا يحاربون الاخر فما دام الشيعة والسنة باقيين في هذه القطعة الجغرافية الرازحة تحت وطئة الخطايا والآلام فلتظل الحروب قائمة وإلى آخر الدهر .
 
* الأخطر في التقرير محاولة تسويق أن الكيان العبري حليف استراتيجي للدول السنية لمواجهة المد الإيراني فتنحرف بوصلة العداء ويطعن المسلمين في صلب ايمانهم و أساسيات هويتهم .
 
* إن ترويج تلك الشائعات يعتبر تهيئة للشارع السني بقبول التحالف مع الصهاينة وتستطيع القول أن هناك انزلاقاً خطيراً إلى هذا المشروع في أوساطنا العربية وادلة ذلك وشواهده ضاق عنها الحصر .
 
* سر بقاء وديمومة هذا الكيان هو بافتعال الصراعات في المنطقة وما دامت أعيننا مشدودة لبعضنا وشهيتنا مفتوحة لالتهام ذواتنا فلتنم دولة الاحتلال قريرة العين هادئة البال ولذا ركّز التقرير على ضرورة أن تبقى الحرب على اليمن على أشُدّها.
 
* ومما يجدر الوقوف عنده أن التقرير بشّر بتقسيم اليمن وأن تقسيمه بات نهاية حتمية للعدوان الحاصل هذا من وجهة نظري ليس استناداً إلى تحليل الوقائع ودراسة المتغيرات وإنما كشف لما خطط له وما يحاولون فرضه من خلال عدوانهم .
 
* ومن حسنات التقرير أن كشف عن التوجس الصهيوني ومن ورائه الامريكي من تنامي القدرة الصاروخية البالستية لليمن وهذا يعطينا دافعاً للاستمرار والتطوير ودليلاً على صوابية الخيار خيار المواجهة والتحدي لهذا العدوان .
 
* بقي من القول أن التقرير رفع الصوت عالياً من خطر وجود حركة انصار الله على باب المندب ومستقبل المنطقة ومن المؤكد أن الخطر ليس على المنطقة ولكن على الكيان الصهيوني وعليه فيا مرحباً مرحبا بكل من أضحى شوكة في حلق المحتلين .
مرحا أنصار الله هذا الوسام الذي قلدكم به عدو الأمة التأريخي .

التعليقات مغلقة.