“فما بعد مجد الدين أبكي مصـيبة ” ..رثاء

الشاعر علي محمد النعمي
 
طلائع المجد_شعر
 
قصيدة رثـاء السيد المولى حجة الإسلام: مجد الدين المؤيدي سلام الله عليه
 
وفيها تضمين لأبيات من شعره عليه السلام وضعته بين قوسين
 
كذا الدهر يأبى أن تصوم صوارمـه
فمفطره منها صــــــريع و صائمة
 
يروح ســـــــخيا بالنوائب والردى
عليهم و يغدوا و التراث غنائمـــه
 
فلا تحســــــبن الدهر يوما بجانح
إلى الســــلم أو تحجو بأنك هازمه
 
فما الدهر ذو سلم وإن سالم الفتـى
فكي يزرع الألغام ثم يهاجـــــمه
 
أرى الناس منه بين ميت و نائــــحٍ
جـــــريح و منكوب دهته دواهمه
 
وصاحب بلـــوى قد أناخت بساحه
يلازمها ما عاش و هــــــي تلازمه
 
فلا تأمننَّ الدهر يا صاح لحظــــة
وإن أظهر الحسنى وجادت غمائمه
 
فكم رسم دار تنعب (البوم) فوقــه
ومـــــن قبلها كانت تغني حمائمه
 
تشـــــد عليه الريح من كل جانب
حســــوما و قد كانت تهب نسائمه
 
إذا ما سقاقك الدهر يوماً عصــيره
فبعد عصــير الدهر تأتي علاقمه
 
دهى أمة الإسلام في شـــهر صومها
بطوفان حــــزن لا يغيض تراكمه
 
فصار البكا مثل الصيام فريضة
على كل عين لم ترخص عزائمـــه
 
ولمْ لا يذوب المسلمون تحســـــرا
وتبكي إمام المســـــــلمين عوالمه
 
إمام بني الإســــلام و ابن إمامهم
خدين المعالي واحد العصــر عالمه
 
فمن ذا تُرى أبقيت يا دهر بعــده
يســــــــر بقاه أو تجل مآتمه
 
فما بعد مجد الدين أبكي مصـيبة
وإن عظمت فاجهر بما أنت كاتمه
 
وكيف ستبكيني على من وهل تجـد
مزيدا على هذا الأسى فتعاظمه
 
إذا كنت بعد اليوم آت بمعضــــــل
فهب لي فؤادا بالخطــوب تصادمه
 
ويا حجــــــة الإسلام يا بن نبيه
ومن ليس يحصى فضــلُه و مكارمه
 
مصـــــابك رجّ الكون رجاً فأقبلت
إليك سراعاً ريفه و عواصــــــمه
 
فلما علوت الهام طاشـــــت حلومُها
من الحزن إذ شــدت عليها عمائمه
 
هنالك ضل الصـــــــبر يلطم خده
فرزؤك لم تصبر عليه قوائمه
 
أيحويك نعش أو تواريك حفــــرة
وأنت خضـــــــم زاخر متلاطمه
 
وأنت سمــــــــاء والكرامات أنجم
فكيف إليك الدهر طالت نواجمه
 
وكنت إذا وافيت (ضحيان) زغــردت
به (الوُرق) ترحيبا وفاحت كمـائمه
 
وكنت المُرجى أن تكون مواسيا
له من جفا دهر توالت مظالمه
 
ولكنه بعد افتقادك سيدي
تيقن أن الخطب يا مجد قاصـــمه
 
أما لو ترى (ضحيان) وهو مهدم
مساجده مقصوفة ومعالمه
 
لعــــــــــزّ عليك أن تراه مهدماً
وأنشدت فوق النعش لا عاش هادمه
 
وشُلت قوى المستكبرين وقد بغت
وجائت الى الدين الحنيف تهاجمه
 
وثلتْ عروش الظالمين وســـــــيما
عميل على (ضحيان) صـبت جرائمه
 
لحى الله يا (ضحيان) حـــولك أمة
ترى الظلم يجري فيك ثم تسالمه
 
فقدناك مجد الدين والساح هـاهنا
تناديك في وضع شـــديد تفاقمه
 
يعـــز علينا أن نواريك في الثـرى
ولكن قضــــاء الله من ذا يقاومه
 
وأنت الذي قد قلت في الشعر قبلنا
« رضـــــينا بحكم ولمهيمن حاكمه
 
دعاك إلهي فاســــــتجبت دعـاءه
ولبيت إذ وافاك بالبشـــــر قادمه
 
دعاك إلى ظل ظليل ومــــــــنزل
أهيلٍ وروض باســـــمات كمائمه»
 
دعاك بشهر الصوم إذ فيه أُوصدت
جهنم والشيطان غُلت طلاســـــمه
 
وقال: لجنات النعيم تفتحـــــــي
لعبدي فـنعم الضيف إني لراحمه
 
عليك صـــلاة الله بعـــــد نبيـه
وتســـليمه ما حام في الجو حائمه
 
وبعـــــد علي والحسين و صـــنوه
وفاطم ما قامت لدينٍ دعائمه

التعليقات مغلقة.