أسباب انزعاجهم من ثورة الـ 21 من سبتمبر

طلائع المجد | مقالات | 13
بقلم المحامي | عبد الوهاب الخيل

قد يتسائل البعض عن أسباب انزعاج قوى الاستكبار والنفوذ في العالم ومرتزقة المنافقين في الداخل من ثورة الـ 21 من سبتمبر ولم يتعاملوا معها مثلما تعاملوا مع بعض ثورات ما سمي بالربيع العربي؟!!!

الإجابة على هذا التسائل التي لا تحتاج إلى عناء جهد للوصول إليها لأنها تُقرأ من الواقع المعاش والملموس لكل من عايش ثورة 21 من سبتمبر .

فهي الثورة التي لم تكن ضد الرئيس أنذاك وإنما كانت ضد الاستبداد والاستعباد و الانبطاح والارتهان للخارج، وضد الفساد المالي والإداري والأخلاقي والعمالة والتسلط والعصبية والمناطقية والمذهبية والتطرف والإرهاب.

هي الثورة التي قطعت اذرع الدول التي كانت متحكمة في القرار اليمني في الداخل من اصغر الأمور إلى أكبرها وعلى رأسها أمريكا و السعودية و الإمارات، فقد كان السفير الأمريكي هو الحاكم الفعلي لليمن ويتبعه رئيس الجمهورية ونوابه ورئيس الحكومة والوزراء نزولاً إلى اصغر فاسد في مؤسسات دولة السفارات.

هي الثورة التي قامت ضد الفساد المركب (فساد مالي وإداري وأخلاقي – وعمالة للخارج) حين كان أولئك العملاء يستلمون بدل الارتزاق والعمالة من دول أجنبية مقابل قيامهم بأعمال الفساد التي أوصلت المواطن اليمني إلى أسوء الأحوال الاقتصادية، فقد كان المواطن يتلقف الجرع التي كان يفرضها عليهم عملاء الخارج رغم أن اليمن كانت تتصرف في كل خيراتها النفطية وتجبي مواردها المالية من الجمارك والضرائب والرسوم وغيرها ، ومع أن الخير كان موجود ولم تكن البلد محاصرة وفي حالة عدوان إلا أن وضع المواطن كان في النازل ومترد جداً بسبب الفساد الذي جعل تلك الموارد تغذي أرصدة تلك الأنظمة الفاسدة .

هي الثورة المكملة لثورتي الـ 26 من سبتمبر وثورة 2011 م.

هي الثورة التي قضت على العمالة والفساد والارتهان للخارج طيلة 36 سنة، و طهرت اليمن من أولئك العملاء وقذفت بهم إلى أحضان أسيادهم، وهي مستمرة في تطهير اليمن ممن تبقى منهم في الداخل متنكراً بقناع الوطنية والدفاع عن السيادة وحب الوطن وهو ما يزال على مذهب الارتهان للخارج، ويتقمصون دور المعارضة، ويختلقون الخلافات مع القوى الوطنية الثائرة والمناهضة للعدوان.

هي ثورة المستضعفين والشرفاء ضد الطغاة والمستكبرين التي بدأت شرارتها الأولى من اليمن لتصل شعلتها وشعاعها إلى كل المستضعفين في العالم.

هي ثورة مستمرة باستمرار صراع الحق مع الباطل.

ولهذه الأسباب تحركت قوى الاستكبار والطغيان الكوني بقضها قضيضها لإطفاء شعلة ثورتنا التي يعلمون يقيناً إنهم كانوا وقودها.

التعليقات مغلقة.