ترامب يُوجّه تهديدًا بمَسح كوريا الشماليّة من الوجود.. هل يَجرؤ على ذلك؟

 
 
*رأي اليوم
متابعات_طلائع المجد:
 
ترامب يُوجّه تهديدًا بمَسح كوريا الشماليّة من الوجود.. هل يَجرؤ على ذلك؟
وهل كان وزير خارجيّتها الأكثر شجاعةً بين خُطباء الأُمم المتحدة؟ ولماذا نَستبعد تِكرار السيناريو العِراقي في طهران وبيونغ يانغ؟
 
ربّما كان وزير الخارجية الكوري الشمالي ري يونغ هو، الذي ألقى كلمة بلاده من على مِنبر الجمعيّة العامّة للأمم المتحدة، من بين القلائل الذين كانوا أكثر جُرأةً وشجاعةً في التصدّي للغُرور والغَطرسة الأمريكيين بالمُقارنة مع مُعظم الخُطباء، وبَينهم زُعماء دول، أغرقوا في النّفاق والعُموميات.
الوزير ري يونغ لم يُجانب الحقيقة عندما وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه “مُختل عقليًّا”، ومُصاب بجُنون العَظمة، ورَجل عصابات، وأن بلاده، أي كوريا الشمالية، لا تتطلّع إلا إلى مُمارسة حقّها المَشروع في تحقيق التكافؤ العَسكري مع الولايات المتحدة.
لو جَرى طَرح توصيفات وزير الخارجية الكوري الشمالي للاستفتاء على مَستوى العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، لجاءت النتائج مُؤيّدة بالأغلبيّة السّاحقة إن لم يكن أكثر.
الرئيس ترامب سارع فورًا بتأكيد هذهِ الحقيقة على حِسابه على “التويتر”، عندما هدّد السبت بمَسح كوريا الشماليّة من الوجود إذا نفّذت تهديدات وزير خارجيتها بالهُجوم نوويًّا على الأرض الأمريكيّة، وقال “لقد استمعت للتو لخطاب وزير خارجية كوريا الشماليّة لدى الأمم المتحدة إذا كان يُصوّر أفكار رجل صواريخ صغير (الزعيم كيم يونغ أون) فإنّه وزعيمه لن يَبقيا طويلاً”.
هذه ليست لُغة زعيم دَولةٍ عُظمى تقول أنّها تتزعّم العالم الحر، وإنّما لُغة إنسان بلطجي أمّي جاهل مُتغطرس يقود أحد عِصابات “المافيا” أو قُطّاع الطّرق، ولذلك كان الشّعب الأمريكي على حَق عندما صوّت ثُلثاه عن مُعارضتهم توجيه أيّ ضربةٍ عسكريّةٍ نوويّةٍ إلى كوريا الشماليّة، وأعربوا عن ثقتهم في تعامل القيادة العسكريّة، وليس رئيسهم، مع الأزمة الدبلوماسيّة مع كوريا، في آخر استطلاعات الرأي.
سيرغي لافروف، وزير خارجية روسيا، كان مُحقًّا اليوم الأحد عندما قال في مُقابلة مع “إن تي في” الروسيّة “أن الأمريكيين لن يُنفّذوا ضرباتٍ ضد كوريا الشماليّة، لأنهم مُتيقّنون أن لديها قنابل نوويّة”، لأن هذهِ القنابل النوويّة تُحقّق أقوى وسائل الرّدع في مُواجهة الغَطرسة الأمريكيّة.
حِرص دولة الاحتلال الإسرائيلي على قَصف مُفاعل تموز النووي العراقي بدعمٍ أمريكي عام 1981، والتهديدات الأمريكيّة الأخيرة التي تتحرّش بإيران وتُهدّد بإلغاء الاتفاق النووي معها، ووجود “فيتو” غربي على امتلاك أيّ دولةٍ عربيّةٍ لأي سلاح نووي، كلها عوامل تُؤكّد أن التحالف الإسرائيلي الأمريكي الأوروبي، يُريد أن تَظل المنطقة العربيّة ساحةً مَفتوحةً للعُدوان، وبِما يُبقي إسرائيل مُتفوّقةً ومُتغطرسةً وعدوانيّةً أيضًا.
أمريكا لم تغزو العِراق وتَحتلّه إلا بعد أن تأكّدت من خُلوّه من أسلحة الدّمار الشّامل، ولعلّ كوريا الشماليّة استوعبت هذا الدّرس جيّدًا، ولا تُريد الوقوع في الخَطأ نفسه.
من حق كوريا الشماليّة أن تُدافع عن نفسها بكل الطّرق المَشروعة في مُواجهة رئيس أمريكي مُختل عقليًّا، ومُصابٌ بجُنون العَظمة، ويُجمع الكثيرون، ونحن من بينهم، على تهوّره وعُنصريّته، ويُشكّل خَطرًا وجوديًّا على مُستوى العالم، والولايات المتحدة الأمريكيّة نفسها.
“رأي اليوم”

التعليقات مغلقة.