الحسين ثورة ورسالة : ………………..¬..

بقلم / عبد المجيد حسين عزيز

موقع طلائع المجد | مقالات | 28

من يتأمل التأريخ الإسلامي سيجده طافحا بصور الظلم والطغيان واللهو والمجون والانحطاط والأطماع والصراعات الدنيوية وتزييف الدين وتحريف معالمه ،

وخلافا لهذه الوجه التاريخي القبيح ، هناك وجه آخر يختلف تماما عن ذلك الواقع غُيب كثيرا لأنه وقف على النقيض منه وضده وجه يشع بعظمة الحق ومجد الفضيلة ومواقف التضحية في سبيل الدفاع عن المبادئ والقيم السامية رسمها بعد الرسول و عترته صلوات الله عليهم وشيعتهم الأخيار لقد كان لهذه العظمة أياما عظْمت بعظمة رجالها ومنها عاشوراء ،

وأمكنة شرُفت بمواقفهم وتضحياتهم ومنها كربلاء ، ورجالا عظماء حملوا راية الحق والفضيلة ومن أبرزهم الإمام الحسين وأهله وأصحابه لم يكن لوجه الباطل والطغيان تيارا يمثله ويفرض نفسه في الواقع فقط بل كان هو الحاكم على الأمة ممثلا ببني أمية وعلى رأسهم يزيد ،
وسيادة الباطل تعني سيادة الظلم والفساد بكل أنواعه وإماتة الحق ومسخ الدين وتحريف جوهره من هنا كانت المسؤولية جسيمة فتحرك الإمام الحسين حاملا برنامج الإسلام بجميع تعاليمه ومعانيه وقيمه هدفه العمل به والإصلاح في أمة جده ،

تحرك الإمام مهاجرا هو ومن معه من موطنهم إلى الكوفة انتصارا لدين الله وحين علم بتخاذل أهل الكوفة وتكالب الطغاة عليه أدرك أن فرص الانتصار العسكري ضئيلة لكنه أمام خيارين أولهما المواجهة والتضحية في سبيل ما خرج إليه ،
وثانيهما التسليم للباطل والإذعان له ، ومحال أن يجدوا هذا من ابن رسول الله لم يتراجع الحسين ولم يتراجع أهله ورجاله فالقضية ليست شخصية بل قضية الحق ومصير دين وأمة وبشرية ،

فقد سمح الإمام لرجاله بالتفرق عنه والنجاة بأنفسهم في جنح ليلة العاشر من المحرم لكنهم أبوا إلا الموت دونه فهم على يقين من قضيتهم وبينة من أمرهم فالتضحية مع الحسين رمز الحق والقضية هو النصر والشرف الأعظم وكان الجميع على موعد مع بطولة وعظمة ونصر ودروس كتبوها بأجسادهم ودمائهم لكل الأمم والعصور والأجيال إن الحسين وصحبه لم يقدموا التضحية والشهادة دفاعا عن أنفسهم أو حبا في الشهادة والتضحية فقط بل جعلوا التضحية والشهادة وسيلة لغاية أسمى ألا وهي الدفاع عن الحق أمام الباطل و العمل بكتاب الله وسنة نبيه والتمسك بأهل بيته ،

وإماتة البدع ، وتطبيق الحدود، ومحاربة الظلم والفساد والوقوف ضد الحكام الفاسدين الجائرين والانتصار للمظلومين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لقد جسدت ثورة الحسين أبهى صور التضحية والدفاع عن القيم حتى أظهرت لكل الأجيال البشرية قيمة التضحية والثبات على المبادئ وأهمية الدفاع عن الحق والوقوف أمام الباطل ولو استدعى ذلك التضحية بالنفس والمال والأهل والولد.

التعليقات مغلقة.