مقاربة افتراضية لمن ينكر علينا احياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام

 
كتبها : عبدالمجيد عزيز
 
بعيدا عن الحسين وكربلاء لنفترض أن هناك في عصرنا الحاضر جيش قوامه 4000 مسلح على أقل تقدير معروفون بإجرامهم وفسقهم يريدون التسلط على الشعوب وفرض المزيد من استعبادها وظلمها ، وحصل أن تقطع هذا الجيش لرجل يقف حجر عثرة أمام مخططاتهم وكان مسافرا بصحبة نسائه وأطفاله وبضعة عشر من أهله وأصحابه
 
ولنفرض أن هذا الجيش الكبير حاصر الرجل ومن معه وقطعوا عنهم الماء وخيروهم بين الاستسلام لهم ومتابعتهم في إجرامهم ، أو قتلهم وإبادتهم فرفض الرجل متابعتهم ودافع عن نفسه وقيمه ومبادئه الخيرة هو وأصحابه حتى فنوا عن آخرهم ولم يكتف المجرمون بذلك بل قتلوا بعض أطفاله وأحرقوا خيامه وسبوا نساءه وذبحوا رأسه ورفعوه على الرماح وساروا بنسائه على الأقدام آلاف الكيلومترات
 
ولنفرض أن هذا الرجل غربي وليس عربي ترى كيف ستكون ردود الأفعال الدولية والعالمية أمام جريمة إبادة وامتهان للانسانية كهذه ، سيضج العالم بأسره رافضا ومستنكرا وسيقف متضامنا مع الرجل وصحبه وسيصبح رمزا تعظمه وتحتفي به وتحيي ذكراه جميع شعوب العالم وتلعن قتلته وظالميه وستنتشر صوره وتماثيله الذهبية في الكثير من عواصم الأرض وستنقل صفحات التأريخ قصته لكل الأجيال
 
وفي الحقيقة فإن المبادئ والأخلاق تفرض على كل حر التضامن معه واحترامه وتعظيمه ، أما من يقف موقف الحياد فليس لديه ذرة من إحساس أو إنسانية أو تحرر والأكثر سوءا منه سيكون ذلك الذي يعمد للتنقيص منه أو يستنكر الاحتفاء به ولا بد أن تلحقه ذات اللعنة التي حلت بالقتلة
 
فكيف إن كان هذا الرجل العظيم ابن خاتم الأنبياء والرسل ومن أحب الناس لقلبه ومن ترقرقت عيناه عليه ، ومن اختلط ريقه ودمه ولحمه به ، وممن أمر الله ورسول بمحبتهم والتمسك بهم بنصوص متواترة صريحة ، وممن قال الله فيهم إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا، ومن قال فيه الرسول ص حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط ، ومن قال عنه سيد شباب أهل الجنة ، وممن قال فيهما : إمامان قاما أو قعدا ، ومن قال فيهم إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض
 
كيف إن كانت هذه الحادثة صراع واضح بين معسكر الخير في الأرض ممثلا بالحسين ومعسكر الباطل والشر ممثلا بيزيد
 
فهل بقي لديكم أي اعتراض على حبنا لمن أحبه الله ورسوله
 
هل بقي لديكم أي اعتراض على إحياءنا لذكراه تعظيما واحتراما وتقديرا أمام ما واجهه من ظلم في كربلاء على أيدي يزيد وجلاوزته وما واجهه ويواجهه من ظلم وإغماط وإخفاء وتنكر منذ ذلك الوقت وحتى الآن من قبل أتباع يزيد
 
إن اعترضتم فلستم بأقل من ذلك الرجل السلبي السئ في قصتنا الافتراضية

التعليقات مغلقة.