للحق روح وأجساد ودماء لا تنضب

كتب: عبدالمجيد عزيز

مقالات_طلائع المجد:

كانت كربلاء مأساة مروعة خلقت حالة رهيبة من الخوف في وسط المجتمع الإسلامي وأسكتت كل صوت معارض للفساد والبطش الأموي فالمأساة خطيرة وعنوانها يقول أن السلطة التي جمعت الجيوش ضد أبناء رسول الله ص وارتكبت بحقهم مجزرة جماعية وذبحت حفيده ومثلت بجثته وسبت بناته ، لمستعدة لارتكاب الكثير من المآسي والجرائم في سبيل الحفاظ على سلطتها وأطماعها.

فعم الفساد والظلم وتفشت بضاعة الانحراف الأموي باسم الاسلام وأصبح الحق باطلا والباطل حقا وتعاظمت معاناة الناس وحاجتهم بسبب استئثار البيت الأموي بمقدرات الأمة وصرفها في إشباع ملذاتهم ونزواتهم.

ومن وسط هذه المعاناة الرهيبة والظروف العصيبة خرج الإمام زيد عليه السلام حاملا قلمه وعلمه ضد الباطل والإنحراف ، فبنى معالم الإسلام وجدد صراطه السوي بعد أن حاول هدمه وطمسه الطغاة والمنحرفون .

ثم خرج شاهرا سيفه ضد الظلم والفساد والاستبداد وبذل نفسه وماله وأولاده وكل ما في وسعه في سبيل الدفاع عن الحق وإصلاح الأمة وإسقاط الظلم والباطل حتى استشهد فنبشوا قبره وقطعوا رأسه وصلبوا جثته عدة سنين ثم أحرقوها ونسفوها في نهر الفرات.

ظنوا بذلك أنهم قد أحرقوا روح زيد ونسفوا منهجه وعلمه وقضوا على ثورته لكن السيف الأموي هو من انهزم .

وما لبث ان اندثر الملك العضوض وتساقطت أوراق الشجرة الملعونة ثم احترقت وجرفتها دماء زيد ودماء آبائه وشيعتهم ورمت بها في مزابل التأريخ .

وبقي زيد علما شامخا للأمة، تتجاذبه كل المذاهب الإسلامية ويتفاخر به الأحرار وظلت روحه وذكراه وآثاره نبعا يسقي الأرض نورا وهداية وعلما وكرامة وإباءا ورفضا للانحراف وثورة ضد الظلم والجبروت إلى يوم القيامة .

وهكذا سارت سنة الله مخلدة ذكر من حمل أمره من هذا البيت الطاهر ، ومنذرة بالخزي مع عقاب في الدنيا قبل الأخرى لمن يسفك دم الحق أو يمتد إلى جسده بسوء وإن أملى له فترة من الزمن..

نعم فالحق كائن له روح وأجساد كثيرة ودماء لاتنضب هي ليست عند الله هينا روحه : القرآن وهدي محمد ص ومنهج أجمع عليه آله وعترته . وأجساده ودماؤه : الأطهار من آل محمد ، من أحيا منهم روح الحق وسار على ما أجمعوا عليه علما ودينا وخلقا وجهادا ، ومعهم من والاهم وتابعهم في ذلك فهو الصراط المستقيم الذي لا يفترق عن الثقل الأكبر حتى تقوم الساعة .

التعليقات مغلقة.