نبحث عن الحقيقة

خسائر التحالف العسكرية في اليمن والإخفاق السياسي تجبره على إعادة إحياء دور ولد الشيخ

موقع طلائع المجد | متابعات | 23

أعادت الخسائر المادية والبشرية الكبيرة التي يتكبّدها «تحالف العدوان» في اليمن يومياً إحياء «مشاورات السلام»، وذلك مع توجه إسماعيل ولد الشيخ إلى الرياض قبل صنعاء
وبحسب جريدة الأخبار اللبنانية بأنه منذ تعيينه مبعوثاً أممياً إلى اليمن في 25 نيسان 2015، أخفق الوسيط الأُممي إسماعيل ولد الشيخ في التوصل إلى حل سلمي، أو حتى تحقيق خطوات لإرساء هدنة تمهيداً لسلام دائم في البلاد التي تواجه اليوم أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وأشارت الجريدة إلى أنه بعد أكثر من عام على انهيار مفاوضات الكويت، حيث مضت مئة يوم من اللقاءات والمشاورات بين الأطراف اليمنية، يعود «وسيط الحل السياسي» إلى المنطقة حاملاً معه رزمة من الأفكار، بدأ الترويج لها من الرياض، العاصمة التي تقود عدواناً دموياً وتفرض حصاراً قاسياً على البلد العربي الأشد فقراً منذ أكثر من عامين.

ويطرح توقيت المبادرة أكثر من تساؤل، ولا سيما أنها تزامنت مع وصول وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى الشرق الأوسط، الجمعة الماضية، لبحث سبل التوصل إلى حل لعدد من القضايا، أبرزها الأزمة الخليجية، في إشارة إلى قطع دول عربية علاقاتها الديبلوماسية مع قطر، و«الصراع في اليمن وإيران».

وأوضحت بأن هذه المبادرة تأتي في وقت تتصاعد فيه حدّة المعارك في مختلف جبهات القتال في الداخل اليمني وعلى الحدود مع السعودية التي تكبدّت، ومعها «التحالف» الذي تقوده، خسائر مادية وبشرية كبيرة.

وأكدت على أن الاستنزاف العسكري، إضافة إلى التخبّط السياسي الداخلي وانشقاق الصف الداعم للعدوان، أعادا «إحياء» دور الوسيط الأممي، في حين لم تؤدِّ مناشدات وتقارير حقوقية دولية إلى ذلك.

وقالت الصحيفة ” أعلن ولد الشيخ أحمد في بداية جولته الجديدة في المنطقة، التي بدأها من السعودية بلقاء مع الفار هادي، أنه يحمل جملة «من المقترحات لبناء الثقة، يتعلق معظمها بالجوانب الإنسانية، مثل إطلاق سراح الأسرى ورفع الحصار، وغيرهما من الأفكار التي من شأنها تخفيف معاناة المواطن اليمني»، متمنياً «أن يجتمع اليمنيون على طاولة المفاوضات في القريب العاجل، حرصاً على الشعب واستجابة لحاجاته»”.
تتزامن جولة ولد الشيخ مع زيارة وزير الخارجية الأميركي إلى المنطقة ,

وقالت جريدة الأخبار أن ولد الشيخ، أشار بعد لقائه الفار هادي وعلي محسن الأحمر، أمس،
وعبد الملك المخلافي، أول من أمس، إلى أن المبادرة تتضمن «أفكاراً يمكن البناء عليها في مواصلة لمحطات السلام والحوار المختلفة، التي كان آخرها مشاورات الكويت»،
كتلك المتعلقة بأزمة الرواتب وميناء الحديدة، وهي التي رفضت صنعاء المقترح الخاص بتسليمه لطرف ثالث، إضافة إلى رفع الحصار المفروض من العدوان على مطار صنعاء الدولي.

وأضافت “أما الفار هادي، فقال إن مايسمى بـ «الحكومة الشرعية تمد يدها للسلام باعتباره خياراً لا بد منه»، محمّلاً «أنصار الله والمؤتمر مسؤولية عدم الاكتراث لمعاناة الشعب المعيشية والإنسانية»، في إشارة إلى الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» الموالية لحركة «أنصار الله».

ولفتت إلى التناقض في تصريح هادي مع موقفه الشهر الماضي، حين عاد ورفع شعار «الحل العسكري» في وجه صنعاء التي طرحت مبادرة سلام قوبلت بتجاهل تام.

وبينت أن صنعاء، بعد أشهر من دخول الجهود التي ترعاها الأمم المتحدة في حالة من الجمود، كانت قد أعلنت الشهر الماضي، على لسان رئيس «المجلس السياسي الأعلى» صالح الصماد، استعدادها لوقف الضربات الصاروخية «خارج حدود الجمهورية»، أي الأراضي السعودية، مقابل وقف الغارات الجوية من تحالف العدوان.

وأشارت إلى أنه في حين أملت صنعاء أن تلقى هذه المبادرة آذاناً صاغية، خاصةً أنها جاءت بالتزامن مع الحراك الدولي الذي شهدته مدينة نيويورك الأميركية الشهر الماضي بهدف «إعادة إحياء مشاورات السلام اليمنية»، شهدت المحاور كافة تصعيداً عسكرياً غير مسبوق، رافقه ارتفاع في وتيرة وحدّة الاتهامات المتبادلة.

في شأن آخر، قالت جريدة الأخبار بأن المخلافي، جدد أول من أمس، اتهام إيران «بتهديد الاستقرار وتعزيز الفوضى في المنطقة برمتها»، معتبراً خلال لقائه مساعد وزير الخارجية الأميركي، ديفيد ساترفيلد، أن طهران «تسعى إلى استبدال الدولة بالطوائف والجيوش بالميليشيا حسب قوله من أجل أن يبقى مشروعها قائماً».

وأوضحت أن هذا التصريح جاء في وقت انتشر خبر مفاده أن «صيادين عاديين من أبناء عبد الكوري ضبطوا سفينة إيرانية على متنها 19 بحاراً يحملون الجنسية الإيرانية» قبالة سواحل أرخبيل سقطرى، وتحديداً «في ساحل مدينة حديبو، عاصمة محافظة أرخبيل سقطرى، الواقعة بين المحيط الهندي وبحر العرب»، وفق تغريدة بن دغر.

وفي الوقت الذي كان يبحث فيه المبعوث الأممي سبل «إحلال السلام» في اليمن، احتدمت المعارك المشتعلة منذ أسابيع بين حرس الحدود السعودي وقوات الجيش و«اللجان الشعبية» التي حققت تقدماً في مختلف جبهات.

المصدر | جريدة الأخبار اللبنانية

اترك رد