اليمن | الأسلحة المحرمة دوليا تصيب الأجنة بتشوهات خلقية بشعة

موقع طلائع المجد | خاص | 29
تقرير | علياء لطف الشامي

منذ تسعة أشهر يعد فتحي احمد احد ابناء محافظة الحديدة مديرية تهامة الدقائق والثواني لاستقبال مولوده القادم وحين جاء هذا اللقاء فزع لمنظره وتمنى عدم قدومه ، أعضائه وشكله وبنائه الجسماني يخاله الكثير من النتوءات والتشوهات.

في المقابل يستقبل مستشفى الأمومة والطفولة بمستشفى السبعين بصنعاء مئات من حالات الإجهاض وعشرات الولادات لأطفال مشوهين خلقيا تتنوع هذه التشوهات بين بروز نتوءات أو تشوهات في الأطراف وتضخم في بعض الأعضاء.

مولود فتحي احمد احد ضحايا التشوهات الجينية بسبب الأسلحة الكيميائية المستخدمة في الحرب على اليمن وغيره العشرات من الأجنة الذي قادتهم هذه الأسلحة للظهور بتلك الصور المفزعة ؛ لم تكتفي هذه الحرب بالفتك بالظاهر بل وصلت إلى ما هو أبعد من ذلك.

فتحي احمد القاطن مع عائلته قُرب شركة ومزارع اخوان ثابت(مديرية باجل) والتي تعرضت لقصف بقنابل عنقودية،وفقا لتقرير وزارة الصحة ، يتحدث بزفرة محزون عن حالة طفله المتدهورة،بسبب التشوهات التي يعاني منها مضيفاً”فزعتُ عندما رأيت طفلي بهذا المنظر لم أتخيل قط بأني سأرزق بمثله”.

يقول الدكتور محمد عبدالله عمران المختص في مستوصف السلام بالحديدة أن حالة طفل فتحي أحمد ليست حالة تشوه جديدة ،لكنها كانت حالة فريدة من نوعها، لاسيما أن التشوه شمل الأطراف والرأس بالإضافة أن الطفل ولد بدون أذنين وعينين وبدون إحدى خصيتيه وأثر لفتحة الشرج و طبقة بيضاء على جسمه بشكل كامل ،حيث سببت هذه الطبقة الموجودة على خدوده بشد فم الطفل للخلف مما أثر على فمه وحال دون قدرته على الرضاعة.

“أسلحة الفتك”

استخدم العدوان السعودي في حربه على اليمن منذ مارس 2015 وفق تقارير دولية أعدتها منظمة هيومن رايتس والعفو الدولية ووزارة الصحة العامة والسكان بصنعاء لأسلحة محرمة دوليا في ضرباته الجوية على عدد من المحافظات اليمنية .

ووفقا للتقارير فإن آثار هذه الأسلحة بدأت تفتك والأجنة والمواليد في تلك المحافظات. وأضافت التقارير أن مثل هذه الحالات لم تسجل في كشوفات الوزارة قبل العدوان على البلاد وأنها وليدة للحرب التي تشنها السعودية على اليمن. .

وعن الإحصائيات الرسمية يقول الدكتور نشوان العطاب وكيل وزارة الصحة بعدم امتلاك الوزارة لإحصائيات رسمية ودقيقة عن هذه الحالات بسبب ضعف الإمكانيات اللازمة للقيام بهذا و قال : العدد كبير ولكن لا توجد إحصائيات دقيقة لمثل هذه الحالات الناتجة عن استخدام التحالف لهذه الأسلحة.

وأكد العطاب عن ارتفاع عدد حالات التشوهات الجينية و الخلقية لدى الأطفال حديثي الولادة في عدد من المحافظات.

ولفت وكيل وزارة الصحة عن تلقي الوزارة بلاغات كثيرة بخصوص مواليد أصيبوا بتشوهات جينية وخلقية في عدد من المحافظات.

وحمل العطاب العدوان مسئولية التسبب في ضعف الإمكانات المادية وصعوبة إجراء المسوحات الميدانية عدم وجود إحصائيات دقيقة لمثل هذه الحالات.

“الأسلحة المستخدمة”

وعن نوعية الأسلحة المستخدمة من قبل دول العدوان هي المتسببة في مثل هذه التشوهات وفق الأطباء والتقارير الدولية ،تأتي القنابل العنقودية في الصدارة ،ثم قنابل الحرارة والضغط الفراغية ، و الأسلحة الكهرومغناطيسية وأسلحة الطاقة المباشرة والقنابل المشحونة بمادة الفسفور الأبيض والقنابل الوقودية الهوائية.

فيما أوضحت دراسة بحثية نشرت في مجلة الصحة العامة الأمريكية وصحيفة التايمز البريطانية،أن الأسلحة المستخدمة تتضمن مواد اليورانيوم والبلوتونيوم والجمرة الخبيثة والمواد القاتلة التي تدخل في إطار الأسلحة الكيماوية والبيولوجية بفعاليتها الكبيرة في التدمير والقتل.

في ذات السياق وجهت منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس اتهامات لقوات العوان باستخدام أسلحة محرمة دولياً.

وقالت منظمة العفو الدولية أن لديها أدلة تثبت قيام التحالف بإلقاء قنابل عنقودية محرمة.
وقالت المنظمة الدولية في بيان لها إنها جمعت أدلة تؤكد معلومات تفيد بأن قوات (التحالف) كما أسمتها ألقت قنابل انشطارية أميركية الصنع.

والجدير بالذكر أن الدراسات أكدت أن تلك الأسلحة تؤدي إلى الضرر الحاد في الصحة والذي يصل إلى الكبد والكلى عبر مجرى الدم وحدوث حالات التسمم المزمن ويسبب نقص المناعة المكتسبة والسرطان،كما تسبب أضرار وراثية ،وهذا يؤدي إلى تراكم حالات الإجهاض ،وموت الجنين داخل الرحم وتشوه الجهاز الهضمي وبقية أعضاء جسم الجنين ،وغالبا ما يكون الجنين غير قادر على البقاء على قيد الحياة وتكون ولادة الأطفال غير طبيعية.

التعليقات مغلقة.