“معركة الساحل” الوهم الذي يحلم به الغزاة

موقع طلائع المجد | تقارير | 28

بعد ثلاثة أعوام من تركيز قوات التحالف العربي والمسلحين التابعين للرئيس المستقيل هادي على جبهة نهم المحاددة لمحافظة مأرب – مركز تواجد قوات التحالف – وتلقيها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، لجأت تلك القوات إلى الترويج لمعركة الساحل الغربي، والحديث عن الاستعداد لدخول محافظة الحديدة بعتاد يزيد عن 100 ألف مقاتل.
جاء هذا الترويج بعد سنتين من إعلان هادي سيطرة التحالف والمسلحين التابعين له على أكثر من 90% من المساحة الإجمالية لليمن، غير أن الحقيقة تثبت أن الجيش اليمني واللجان الشعبية التابعة للمجلس السياسي في صنعاء تسيطر على أكبر المناطق اليمنية المتمثلة في المحافظات الواقعة على امتداد السلسلة الجبلية من صعدة شمالا وحتى حدود لحج جنوبا وهي المناطق الأكثر وعورة والأصعب على القوات المعادية وتبلغ مساحتها أكثر من ثلث مساحة الجمهورية اليمنية.
ليس هكذا فحسب، بل أن محافظات الساحل المتمثلة في الحديدة وأجزاء واسعة من تعز وحجة تسيطر عليها قوات الجيش واللجان إلى جانب سيطرة القوات اليمنية على بعض المناطق الحدودية في نجران وجيزان وعسير.
وفي خطابه الذي بثته قناة المسيرة مساء اليوم شدد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي على أنه لا قلق أبدا مع الاستمرار في تحمل المسؤولية والتحشيد والتجنيد وتنشيط منتسبي الجيش والتحرك من أبناء القبائل، كما حذر في الوقت نفسه من التقصير والتفريط والإرباك والقلق، مضيفا “أن العدو يستطيع أن يفتح معركة في الحديدة لكن يستحيل عليه أن يحسمها”.
وفي الوقت الذي حث فيه السيد على الإطمئنان والتماسك كأهم نقطة لإيقاف أطماع التحالف في الحديدة أشار إلى أن من يخططون لدخولها يعطون كل خطوة أكبر من حجمها، وهو ما يثبت أن ما يحدث في تهامة ما هو إلا تحشيد إعلامي اتبعته قوات التحالف لإرباك الجيش واللجان من ما يقارب العام، مستفيدة من اختراقها لبعض المناطق في الساحل.
وأوضح السيد في خطابه إلى أن أي اختراق لتلك القوات يمكن تطويقه بالتكاتف الشعبي والقبلي إلى جانب الجيش واللجان والسيطرة عليه وتحويله إلى تهديد للغزاة”.
وفي هذا السياق تشير النتائج الميدانية إلى خسائر التحالف في المناطق الجبلية في كل من نهم والجوف وتعز والبيضاء والمناطق الحدودية والتي بلغت آلاف القتلى ومئات الآليات العسكرية الحديثة الأمر الذي دفع بتلك القوات إلى اللجوء لمعركة الساحل.
حيث يأمل التحالف أن تمكنه التضاريس السهلة في تهامة من بسط نفوذه واحتلال الحديدة، متناسيا في الوقت نفسه شراسة أبناء تهامة ومناطق الجبلية المحيطة بها والتي يمكنها أن تلحق به خسائر فادحة أكثر من تلك التي تلقاها في نهم والحدود، كما حدث في عشرينيات القرن الماضي.

وكالة الصحافة اليمنية

التعليقات مغلقة.