نبحث عن الحقيقة

(شعبٌ على سحقِ الطغاة مُعوّدُ)

موقع طلائع المجد | أقلامٌ حُرّة | 23

.           | زينب إبراهيم الديلمي

من منّا لا ينفك يراود شعوره عن ما حدث في ثورة هي الأبرز والأحدث في القرن الــ 21 ، الثورة التي أسقطت الأقنعة الأمريكية في الداخل التي كان يرتديها الدنبوع هادي وحكومته الفاشلة ومن كان معهم من الذين يعتدون على ثوار 21 سبتمبر آنذاك ، وأفشلت المشروع الأمريكي الخارجي الذي كان إحدى منجزات العدو في السيطرة الكاملة على المنافذ البحرية والجوية من قبل جنود المارنز الأمريكي ، فأُحرقت أوراقه وقُدَّت من قُبُلٍ ودُبُرٍ وباءت بالفشل بعد إسقاط هذه الأقنعة والأوراق المتساقطة العدائية ، ومن منا لا يقرأ صفحات التاريخ المشرقة التي توقفت في إحدى صفحات الثورات هي الأهم في هذه المرحلة المستعصية والحساسة والتي كانت من أصعب المراحل التي مرت بها البلاد وتحققت بسقوط أقنعة داخلية كانت مقنعة بأقنعة أمريكية بإمتياز ، ومن منا لا يذكر ما وقع قبل وبعد ثورة الــ 21 من سبتمبر الحسينية الحيدرية التي أحبطت مؤامرات العدو الداخلي والخارجي ، أولئك الثوار الأحرار الذين خرجوا يطالبوا بحقوقهم وحريتهم يطالبون بإسقاط الحكومة والجرعة التي كانت حصار خانق مفروض على الثوار السبتمبريين من قبل حكومة النفاق التي كان يترأسها باسندوة آنذاك وليأكدوا أن القرارات هي للشعب وليست لمن أصبحوا ألعوبة بيد أمريكا وإسرائيل الذين تحكموا بقرارات وحريات الشعب والثوار الأحرار ما شاءوا ومتى ما شاءوا ، لنعد ما قبل ثورة 21 سبتمبر المجيدة تلك الفترة فترة “الإغتيالات والتفجيرات اليومية” ومنها ; تفجير مستشفى العرضي ، تفجير حي الإذاعة ، إغتيال الكوادر والشخصيات السياسية ومنهم ; ( الشهيد الدكتور عبد الكريم جدبان والشهيد الدكتور أحمد شرف الدين والشهيد الدكتور محمد عبد الملك المتوكل ) وغيرها من تلك الجرائم البشعة والوحشية التي كان يرتكبها أدوات أمريكا الداخلية من مليشيا علي محسن وحزب الإصلاح ، وفي فترة قبل الثورة بأشهر وأسابيع معدودة قررت حكومة النفاق أو ما كانت تسمى “حكومة الوفاق برئاسة باسندوة” برفع أسعار المشتقات النفطية والمواد الغذائية ، طالت شرارة الغضب وطفح الكيل لدى الثوار السبتمريون الذين خرجوا يعبروا عن مدى عجز وفشل الحكومة التي عجزت عن تحقيق مطالب هؤلاء الثوار الأحرار ، بل وقامت بأعمال بشعة بل يتم تصنيفها “بالجرائم الدامية بحق الثوار الأحرار” حيث قامت قوات حكومة النفاق ومليشيات علي محسن بالإعتداء على الثوار السبتمبريين بشكل بشع ووحشي ودائم ، واستمرت تصعيد الثوار تمر في ثلاث مراحل وكان السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله وأيده بنصره يوجه بخطاباته الإنذارات والتحذيرات لحكومة النفاق أن يكفوا عن يد التطاول بحق الثوار وأن المجازر التي يرتكبوها بحق الثوار أن لا تتكرر حتى يبقوا على مطالبهم الشعبية وخيارهم الإستراتيجي ، ومجدداً ترتكب مليشيات علي محسن الشيطانية أبشع الجرائم ليعاود إباحة دماء الأبرياء من المواطنين والثوار وقد جعلوا أصابعهم في أذانهم خوفاً من إنذارات السيد القائد التي لاطالما ترعبهم وتزيدهم بطشاً وخضوعاً وإذلالاً ، وإستمروا في وقاحتهم ونذالتهم حتى جاء أبطال اللجان الشعبية الأحرار ليدحر مليشيات علي محسن والإخوان المسلمين وليأكدوا أن خيارات ثورة 21 سبتمبر لن تندثر ، وماهي إلا أيام قليلة حتى حل يوم 21/ سبتمبر / 2014 لتدوي بشارة الوعد الإلهي والنصر المتجلي لثوار الــ 21 سبتمبر المجيدة حيث تحققت خياراتهم الإستراتيجية ومطالبهم الشعبية التي كانت في يد الطغاة يتحكمون بها كيف ماشاءوا ، وسقطت الأقنعة الأمريكية التي كان يتلثم بها أولاد الأحمر وزوجة السفير السعودي “علي محسن” الذين لم يعد لديهم أي قيمة داخل الوطن سوى أن قيمتهم في الخارج كعبيد وأحذية لأمريكا وألعوبة بأيديها ، فكان هذا النصر نصر إلهي م̷نَّه الله على الشعب اليمني العظيم الذي لاطالما معتمد ومتوكل على الله في سراءه وضراءه ، وهكذا تحققت مطالب الشعب وصححت هذه الثورة مسار الثورات الأخرى وحققت خيارات الشعب الإستراتيجية التي تكفلت له الحق أن الخيار بيد الشعب فقط وليست بيد الجبابرة وأصحاب العروش والإمارة ، وإنتصرت الثورة ولكن النضال لن يتوقف.

 

* العنوان مقطع من نص شعري للشاعر اليمني الراحل عبد الله البردوني

اترك رد