نبحث عن الحقيقة

الملتقى الإسلامي يحيي ذكرى استشهاد الإمام زيد بفعالية ثقافية في العاصمة صنعاء

صنعاء- طلائع المجد| 

تحت شعار ( والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت ) أقام الملتقى الإسلامي عصر اليوم السبت 28 محرم 1441هــ الموافق 28/9/2019م بالعاصمة صنعاء ذكرى استشهاد الإمام الأعظم زيد بن علي عليهما السلام.

في أجواء حليف القرآن وحفيد الرسالة الثائر الإمام زيد عليه السلام وبحضور أصحاب الفضيلة من السادة العلماء والقادة من رواد الحرية والرأي الأبُاة الثائرون وفي مشهد صمود القضية اليوم للسائرين على نهج زيد عليه السلام أمام طغيان هشام العصر السعودية والإمارات وتحالفاتها كان البدء بالاستماع لآيات بينات من كتاب الله الكريم رتل الآيات وجود الأحكام المقرئ ماجد الجبري.

بعد ذلك تلى الأمين العام المساعد للملتقى الإسلامي القاضي عبد الله الشاذلي كلمة تحت عنوان ” البصيرة البصيرة ثم الجهاد ” حيث أستهلها بتلك العبارة المشهورة التي قالها الإمام زيد عليه السلام في آخر خطبة له من خطبه الثورية التي كان يلقيها في صفوف جيشه ” البصيرة البصيرة ” وعند هذه الكلمات توقف صاحب الفضيلة ليؤكد ما يجب عليه أن نكون عند سماع هذه الكلمات من تمعن وإدراك لها لنعي الفارق بين البصيرة والعلم فالأولى جامعة لما بعدها وتعني تكامل العلم والمعرفة بالشيء.

ونوه القاضي الشاذلي بما يحدث مع التكفيريين اليوم الذين تجندهم أجندات خارجية تحت شعارات دينية لتنفيذ مشاريع إرهابية، وفداحة أن ينفذ الإنسان أعمال بدون أن وعي وبصيرة.

وأضاف أن دعوة الإمام زيد هي للوعي والبصيرة وليست للتحشيد وهي دعوة ليكونوا من أولياء الله.

كما أستعرض القاضي الشاذلي دلالات ذلك القول بما ضمنه من ربط من حياة الإمام الثائر الأعظم زيد عليه السلام في قيامه بالإصلاح وليس قيامه لأجل السلطة.

موضحاً أنه يجب علينا اليوم أن ندأب ذلك الدأب في مواجهة أعدائنا.

وتحت عنوان ” الظروف الاجتماعية والثقافية التي دفعت الإمام زيد للخروج في ثورته”

ألقى الكاتب والباحث حمود الأهنومي كلمة تطرق فيها إلى الظروف التي ولدت منها ثورة الإمام زيد عليه السلام كثائر ومناهض للعسفِ والظلمِ والطغيان والفساد وما صاحب كل تلك المفردات من انحرافات واختلالات لا يجب
السكوت عليها بأي حال من الأحوال.

وأكد الباحث الأهنومي على أن الإمام الأعظم زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب انطلق في ثورته من واقع القرآن وواقع هم الأمة في وجه المنهج الدغل لتاريخ أموي أنحرف بمقومات الحياة وجوهر رسالتها صوب الفساد والإفساد والطغيان.

وأضاف على أهمية معرفة دراسة التاريخ والمواقف لأخذ الدروس والعبر حتى لا نقع في ما وقع فيه ذلك العصر من انحطاط وانحراف سياسي مخلين.

وفي المناسبة قدم الشاعر يوسف العلوي قصيدة شعرية تضمنت النهج الجهادي والمنهج الفكري الذي حملته ثورة الإمام زيد كنبراس حرية لكل الأجيال السائرة على دربه وفي فلكه، حيث نالت هذه القصيدة استحسان وإعجاب الحاضرين، ناهيك عن براعة الشاعر التي تجلت ظاهرة للعيان في بناء القصيدة بتسلسل هجائي لحروف اللغة العربية ما عكست قدرة الشاعر على نظم قصيدته تلك.

وفي نبض حب المحتفلين بجلال المحتفى به وفي ذكرى شهيد فاتح باب الجهاد والاجتهاد وعالم الذكر والقرآن الإمام الأعظم زيد عليه السلام تطلعت النفوس إلى سماع حفيد الإمام زيد عليه السلام السيد العلامة عبد المجيد الحوثي الأمين العام للملتقى الإسلامي ليلقي كلمة الملتقى في رحاب الإمام الأعظم والطود الأشم زيد بن علي عليهما السلام رحب صاحب الفضيلة الحوثي بالسادة الحاضرين قائلاً : أن الأمة الزيدية تتشرف بهذا العلم الذي ننتسب إليه ولمن أراد أن يعرف كيف جاء هذا المسمى الزيدي فعليه أن يعرف أولاً أن مشروعنا هو الإسلام الذي جاء به الرسول الأعظم محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم ودستوره وجوهره هو القرآن الكريم.

وأضاف العلامة الحوثي أن هذا المشروع القرآن السائد اليوم تعرض لحربين الأولى حرب شنت على النبي صلوات الله عليه وآله وسلم بتساؤلات منها : هل جاء هذا القرآن من عند الله أم افتراه محمد من عنده وبهكذا تساؤلات وسخريه دأب جلاوزة قريش يحاربون الدين وبعد أن انتهوا من ذلك الأسلوب من الحرب برزت الحرب الثانية التي أخبر فيها النبي صلوات الله عليه وعلى آله وسلم الإمام علي عليه السلام بقوله: أنك ستقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله.

موضحاً ومبيناً صاحب الفضيلة كيف أن بني أمية عمدوا إلى الانحراف بالمشروع القرآني عن أسسه وقواعده وغاياته العظمى التي أجملها الله في قوله الكريم ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )

كما أكد على أن نصرة دين الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يمكن إلا بالجهاد في سبيل الله، للخروج من الواقع الذي حاول بنو أمية فرضه على قاعدة “وجوب طاعة ولي الأمر” كون ذلك لا يمثل الإسلام.

وأضاف العلامة الحوثي، أن الإمام زيد لم يأتِ بالجديد في ثورته، وإنما هو أحياء ما جاء به النبي محمد، الإسلام الذي لا يقبل أن يكون الفرد عبد في يد الحاكم.

وجدد أمين عام الملتقى الإسلامي تأكيده على ضرورة تسمك المسلمين اليوم بما يجمع الأمة والتركيز على الأساسيات كمشروع الدولة العادلة، لا على ما يفرقنا من خلال الانصراف إلى الثانويات.

وأوضح أن المذهب الزيدي هو الفكر والمنهج التربوي الذي يدعو إلى الحرية ويرفض الذل والاستسلام، وليس مجرد مدرسة فقهية.

وأضاف: الزيدية تعتبر عنوان جامع للإسلام الصحيح والمظلة الجامعة لكل من هو على نهج النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم.

وختم حديثه باقول: اليمنيون اليوم يرفعون شعارات الإمام زيد ع وشعارات جده الإمام الحسين ع “هيهات منّا الذلة” و “ما كره قوم قط حر السيوف إلا ذلو”، والشعب اليمني اليوم يمضي على نهج ثورة الإمام زيد ومواجهته لدول العدوان الذي ينطبق عليها واقع بني أمية في عهد الإمام زيد.

#الملتقى_الإسلامي

اترك رد