نبحث عن الحقيقة

المثقف والعدوان

عبد الرحمن مراد

طلائع المجد- أقلام حرة|

يقال إنَّ المثقف الحقيقي أو العضوي الملتزم هو الذي يعمل ويناضل من أجل مصالح العموم بما يحقق مشروعهم السياسي والاجتماعي في التحرر والعدالة والديمقراطية والانتصار للضوابط المتوافق عليها.

ونقول عليه حقيقي لأنه يشق طريقه رغم الاغتراب من ناحية ورغم مرارة الواقع وقسوته من جهة ثانية، مدركاً بوعي لمصيره ودوره المستقبلي ولواقعه وأبعاده المتعددة مالكاً القدرة على التفكيك وإعادة البناء والصياغة بما يحقق انزياح مجتمعه وفاعليته فيه مدركاً تمام الادراك قيم التدرج في إلغاء قيم وإحلال بدائلها.

وحتى نستطيع أن نرسم خارطة ثقافية – وتلك مهمة غير سهلة – لا بد من التجديد، والتجديد لا يتم إلاّ من خلال إعادة بناء وممارسة الحداثة في معطياتها وتاريخها ارتباطاً بالتطور المادي الحضاري لمجتمعاتنا بما يؤدي إلى الترابط بين الأزمنة.

مهمة المثقف في اللحظة الراهنة التي نشهد فيها كل هذا التداعي للأمم على اليمن في عدوان غاشم وحصار غير مسبوق أن يعيد صياغة نفسه وفق قيم نقدية عقلانية وديمقراطية تستوعب الآخر وتحاوره ولا تلغيه مبتعداً عن التحيز الفكري والتصورات الذهنية المسبقة عن الآخر، وعليه أن يدرك واقعه تمام الادراك، ذلك لأنه واقع تغيب أو تتعطل فيه معظم اشكال سيادة القانون بسبب الانقسامات والحرب المفروضة علينا فرضا وهنا تكمن أهمية المثقف الملتزم التي لا تقوم على تبرير الوضع القائم بل على ممارسة النقد لما هو كائن التزاماً بما سوف يكون عبر كل أشكال الثقافة التنويرية التقدمية في الآداب والفنون وقنوات الاتصال المختلفة.

وبذلك قد يستطيع المثقف أن يعيد الاعتبار لدور الثقافة كسلطة اجتماعية تفرض نفسها بالاصطدام بالواقع وتغييره بعد أن غاب هذا الدور أو كاد.

لقد كشفت الحرب التي شنها التحالف بقيادة السعودية اختلالا ملحوظا في المفاهيم فالوطني أصبح محتلا والمحتل وطنياً ومن يدافع عن أرضه تطلق عليه المسميات المتعددة ونرى من يبرر ويسعى في تعويم مفاهيم الحرية والوطنية والسيادة والكرامة والاستقلال وغيرها من المصطلحات والأدهى أن من يقوم بذلك هم من أبناء جلدتنا خدمة للمستعمر الجديد من حيث يدري أو لا يدري .

وفي مقابل أولئك برز فريق حملوا الكلمة بجانب البندق وكان نضالهم حقيقيا غايته العزة والكرامة لهذا الوطن وتحقيق سيادته على كامل أراضيه وهم الامتداد الحقيقي للثورات الحقيقية التي حدثت في مختلف حقب التاريخ انتصارا للمظلومين وبحثا عن العدالة والحرية والكرامة من بين مخالب العبيد .

لقد كان المثقف الحقيقي هو صوت الثورة ولسان حالها كما كان صوت كل الذين يدافعون عن كرامة الوطن وعزته واستقلاله , فدور الشاعر والروائي والمثقف بجانب البندق والرصاصة دور محوري لا يمكن نكرانه .

تحية الى كل ضمير ثقافي أو وطني انتصر لليمن , تحية لجيشنا ولجاننا الشعبية وهم يبهرون العالم بالانتصارات , الخلود لشهدائنا والنصر والمجد والخلود لليمن.

اترك رد