نبحث عن الحقيقة

هيومن رايتس : مجزرة صالة العزاء بصنعاء تبدو جريمة حرب وواشنطن شريك فعلي في الصراع

 

طلائع المجد : 14 اكتوبر

هيومن رايتس مجزرة مراسيم العزاء بصنعاء تبدو جريمة حرب وهي تؤكد الحاجة الملحة لوجود تحقيقات دولية موثقة، والولايات المتحدة طرف فعلي في الصراع والذخيرة التي استخدمت في قصف الصالة الكبرى صناعة امريكية .

 

قالت منظمة هيومن رايتس إن الغارة التي شنها التحالف بقيادة السعودية على مراسم عزاء في العاصمة اصنعاء، في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2016، يبدو أنها جريمة حرب. وذكرت المنظمة  أن الهجوم اسفر عن مقتل 100 شخص على الأقل وجرح أكثر من 500، بينهم أطفال. وأوضحت رايتس إلى انه ورغم تواجد عسكريين ومسؤولين مشاركين في الحرب في ذلك التجمع، إلا أن تواجد مئات المدنيين يدل بشدة على أن الهجوم وقفاً لقوانين الحرب غير متناسب بشكل غير قانوني ، وشددت المنظمة على أن انتهاك قوانين الحرب الخطيرة المرتكبة  “بقصد أو استهتار تشكل جرائم حرب “.

وأشارت المنظمة إلى ان مراسم العزاء  كان قد اعلن عن موعد ومكان انعقادها، وذلك على صفحة جلال الرويشان في فيسبوك  يوم 7 اكتوبر والذي ذكر أنه مفتوح للعامة ، ورأت المنظمة ان ساعة الهجوم وقت عصر ذلك اليوم يعتبر “وقت الذروة” في مراسم العزاء التي كانت مفتوحة للعموم مما يعني ازدحاماً كبيراً كان على التحالف معرفة ان ذلك سيؤدي إلى خسائر جسيمة بين المدنيين، رغم تواجد قيادات رفيعة المستوى.

 

وفقا لقوانين الحرب، يكون الهجوم غير متناسب بشكل غير قانوني إذا كان يُتوقع للخسارة في أرواح المدنيين أو ضرر المباني المدنية أن تتجاوز الميزة العسكرية الملموسة والمباشرة المتوقعة من الهجوم.

 

 

وأضافت رايتس ووتش إن الغارة على مراسم العزاء تؤكد الحاجة الملحة إلى تحقيقات دولية موثوقة في انتهاكات قوانين الحرب المزعومة في اليمن.

كما قالت سارة ليا ويتسن مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: “بعد الغارات غير القانونية على المدارس والأسواق والمستشفيات وحفلات الزفاف والمنازل على مدى 19 شهرا الماضية، أضاف التحالف بقيادة السعودية مراسم عزاء إلى قائمة انتهاكاته المتزايدة.

وأضافت يجب إجراء تحقيق دولي مستقل في هذه الجريمة البشعة، بما أن التحالف أبدى عدم رغبته في الالتزام بواجباته القانونية المتمثلة في إجراء تحقيق موثوق”.

وقالت رياتس أنه ومع أن قوات التحالف اعلنت، في اليوم التالي، أنها ستحقق في الحادث بدعم من الولايات المتحدة. إلا انه لم تكن تحقيقات التحالف السابقة حيادية أو شفافة، ولم تُنفذ ملاحقات قضائية علنية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، ولم يُنصف الضحايا.

ونوهت هيومن رايتس ووتش إلى انها وثقت 58 غارة جوية غير مشروعة تسببت في خسائر مدنية في الأرواح والممتلكات، كما وثقت منظمات حقوقية أخرى والأمم المتحدة عشرات أخرى. وقالت المنظمة أن مفوضية حقوق الإنسان ذكرت في أغسطس/آب أن الغارات الجوية كانت “أكبر سبب منفرد لسقوط ضحايا” خلال العام الماضي. كما شددت على ان دور مفوضية حقوق الإنسان الاستقصائي المستقل محوري، وينبغي عرض النتائج التي توصلت إليها المفوضية بشأن الغارة على مراسم العزاء وباقي الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي من جانب جميع أطراف النزاع في اليمن أمام مجلس حقوق الإنسان في أقرب فرصة ممكنة .

 

وقالت هيومن رايتس ووتش إن اللجنة اليمنية، التي ترفع تقاريرها إلى الفار هادي. أظهرت أيضا غياب نزاهتها واستقلالها وفعاليتها، كما يتضح في تقريرها الأول الذي ركز بشكل كامل تقريبا على انتهاكات الحوثيين والقوات المتحالفة معهم. ورأت رايتس أن الغارة على مراسم العزاء ستكون اختبارا لمصداقية اللجنة . كما أكدت هيومن رايتس أن على الأمم المتحدة إجراء تحقيق مستقل خاص بها وتقديم تقرير بالنتائج إلى مجلس حقوق الإنسان في أقرب فرصة ممكنة لضمان محاسبة كل المسؤولين عن الغارة.

تورط الولايات المتحدة في الحرب على اليمن

ودعت المنظمة  الولايات المتحدة، بوصفها طرفا في النزاع، مسؤولة قانونا عن دور قواتها في أي هجوم غير قانوني، إلى إجراء تحقيق يتمتع بالمصداقية بشأن الانتهاكات المزعومة واتخاذ إجراءات تأديبية أو جنائية مناسبة

وأكدت رايتس ووتش أن الولايات المتحدة غدت طرفا في النزاع خلال الأشهر الأولى من القتال، مع تقديمها معلومات محددة حول الأهداف وتوفير الوقود جوا خلال غارات القصف ، كما قالت أنها وثقت مرارا استخدام التحالف لأسلحة تنتجها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بما فيها الذخائر العنقودية، في هجمات غير القانونية في اليمن.

وذكرت أن الولايات المتحدة لاتزال تبيع أسلحة إلى السعودية، حيث وافقت على ما قيمته أكثر من 20 مليار دولار من الأسلحة في 2015، رغم تزايد الإدراك بإمكانية استخدام التحالف هذه الأسلحة بشكل غير قانوني. شملت 3 عمليات أسلحة أمريكية عامي 2015 و2016، تقدر قيمتها بنحو 3 مليارات دولار، تجديد ترسانة الأسلحة السعودية المستخدمة في اليمن.

وحددت هيومن رايتس ووتش الذخيرة المستخدمة في قصف الصالة الكبرى على أنها قنبلة “جي بي يو – 12 بايفواي 2” (GBU-12 Paveway II) بوزن 225 كيلوغرام موجهة بالليزر وأمريكية الصنع. استند التحديد إلى استعراض صور ومقاطع فيديو لزعنفة التوجيه التي بقيت سليمة وعليها علامات المصنع وبقايا الذخيرة الأخرى. التقطت الصور والفيديو في موقع الهجوم مؤسسة “مواطنة” الحقوقية الرائدة، مقرها صنعاء، وصحفيون من قناة الإخبارية البريطانية “آي تي في”، وناشط محلي زار الموقع يوم 9 أكتوبر/تشرين الأول.

 

 

 

التعليقات مغلقة.