غوتيريس VS بان كي مون: أن تقلق أكثر!
طلائع المجد : متابعات
لم يكد يحصل البرتغالي أنطونيو غوتيريس على منصب الأمين العام للأمم المتحدة خلفاً لبان كي مون حتى أطلق «قلقته» الأولى. ففي لقاء بثته قناة «الحدث» التابعة لشبكة «إم بي سي» السعودية أبدى الأمين العام الجديد «قلقه على أزمة اللاجئين لا سيما بعد إغلاق الحدود أمام المهاجرين». «القلقة» الأولى لغوتيريس شهدت انتشاراً واسعاً على «السوشال ميديا»، وخصوصاً أن مصطلح «القلق» لازم الأمين العام السابق بان كي مون طيلة ولايته، لدرجة لم يتمكن خلالها المتابعون من إحصاء عدد المرات التي شعر فيها الكوري الجنوبي بالقلق. ففي عام 2014 فقط قلق بان كي مون «180» مرة بمعدل «قلق» كل يومين، ما يعادل 1200 دولار مقابل كل «قلق»، على اعتبار أن راتب الأمين العام السنوي يبلغ 227 ألف دولار.
مثّل التكرار الكبير لحالات القلق التي أبداها بان كي مون صفة لازمته، وهو ما دفع الناشطين لمتابعة خليفته غوتيريس ورصد جميع حالات شعوره بـ«القلق». في متابعة سريعة لحياة غوتيريس قبل توليه منصب الأمين العام، تظهر مسيرة حافلة بالقلق، فالأمين العام الجديد كان يشغل منصب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين منذ عام 2005 إلى 2015، كما شغل منصب رئيس الوزراء في البرتغال.
خلال عمله مفوضاً سامياً لم تخل خطاباته من استعمال مصطلح «القلق». ففي عام 2013 نشر موقع الأمم المتحدة تصريحاً للمفوض السامي أبدى خلاله «صدمته من حادثة غرق جديدة للّاجئين في البحر المتوسط»، وتضمن التصريح مصطلحات عديدة منها «القلق الشديد» و«القلق البالغ». وفي العام نفسه أبدى غوتيريس «قلقه على أمن الأردن جراء ارتفاع عدد اللاجئين السوريين». وفي المؤتمر الدولي الثالث لـ«المانحين من أجل سوريا» الذي عقد في الكويت العام الماضي، أكد غوتيريس «قلقه على مستقبل جيل ضائع من الأطفال السوريين الذين نشؤوا في ظل الحرب».
من الطبيعي أن يستعمل السياسيون والعاملون في المجالات الإنسانية والإغاثية مصطلحات خاصة مثل «القلق»، إلا أن الغريب تكرار هذا التعبير دون اتخاذ أي إجراءات لإنهاء هذا «القلق» وهي النقطة الأبرز التي يستند إليها الناشطون والمتابــعون على مواقع التواصل الاجتماعي.
بدأ غوتيريس إذاً يعاني عواض القلق كأمين عام للأمم المتحدة، فهل سيتمكن المهندس البرتغــالي من معالجتها، خصوصاً أنه يحــصل على أكثر من 22 ألف دولار سنوياً لأغراض تتعلق بـ «الترفيه عن النفس»، وفق بيانات الأمم المتحدة!
نينار الخطيب : جريدة السفير
التعليقات مغلقة.