نبحث عن الحقيقة

الـــرهـــان الأخـــيـــر قـــبـــل الـــنـــصـــر الـــكـــبـــيــر

مقالات/ طلائع المجد

✍ : نجم الدين إدريس

العدوان السعودي الأمريكي يعيش اليوم نوعا من التخبط الكبير بسبب اخفاقاته المتعددة على الصعيد العسكري في كل الجبهات والميادين وفضيحته الأخلاقية والإجرامية باستهدافه وإبادته الجماعية للشعب اليمني منذ بداية العدوان و إلى اخر مجزرة التي كانت بمثابة القاضية للعدوان ،حيث بات بين أمرين كلاهما أصعب من الأخر وهو الإنكار الذي سوف تكون نتيجته عكسية من كل النواحي ،

الأول :من خلال دعوته للتحقيق في الجريمة وفضح الجاني والتي إذا حصلت سوف تمثل مصدر إبتزاز للنظام السعودي المباشر فعليا والمسؤول الاول على المجزرة بدفعه مبالغ طائلة للجان التحقيق لكي يبرؤوه من جريمته ولن يستطيعوا إلا ابتزازه فقط ،
والأمر الثاني: الاعتراف وتحمل المسؤولية القانونية والإنسانية والأخلاقية والدينية والفضيحة الكبرى العالمية .
ظن العدوان انه بتحميله المسؤولية مرتزقته يزيل عنه كل المسؤوليات وهو بهذه الخطوة اغبى من الغبي نفسه فهو يثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه المسؤول هو احذيته في كل الجرائم التي ارتكبت خلال هذا العدوان الظالم الغير مبرر والممنهج .

فالخارطة التي يرسمها العدوان اليوم هي اخطر مرحلة وتحدي يواجهه اليمنيون المواجهين للعدوان ،حيث عمد العدوان على الإعتذار والتباكي على جرائمه لدغدغة عواطف الشعب اليمني الذي أعلن النفير العام للثأر من هاؤلاء القتلة والمجرمين .

لذلك تعتبر هذا الخطوة ذكية من قبل العدوان الغبي ،ويجب على الشعب عدم الإصغاء لكل هذه الإدعائات من وقف الحرب والهدن والإجتماعات والمبادرات لوقف الحرب على الشعب العظيم صاحب الإرادة والبأس الشديد ،
ولن يوقف الحرب إلا التحركات الجادة التي جعلت العدوان اليوم يتخبط ويتباكى ويدين نفسه لأول مرة لكي يتخلص من غضب هذا الشعب الذي يحسب له الف حساب لو تحرك بقلب رجل واحد وشمر على ساعد الجد لااقتلاع هذا العدوان من جذوره .

العدوان الآن يراهن على عامل الوقت لأنه يعتقد أن الشعب اليمني بات في احتظاره الأخير بفعل الأزمة المالية والإقتصادية ،متاجهلا أنه من لا يهزم بالسلاح لا ولن يهزم بالمال !

كذلك هناك مواقف غريبة وتستحق الوقوف امامها رغم انها باعتقادي نفس سيناريو العدوان الذي تكلمت عنه سلفا .

وهو الموقف الأمريكي بعد تصريح البنتاغون بأن الجيش واللجان اليمنية إستهدفت وللمرة الثالثة البارجة الأمريكية ،
وفي نفس اليوم و بنفس اللسان يقول أنه من الغير الواضح والأكيد أن الصواريخ التي أطلقت على السفينة من جانب اليمن وأنه حصل خطأ بالرادارات في رصد صواريخ وهمية متجهة نحو البارجة وتم التصدي لذلك الخيال والوهم ومن ثم الإعلان على حسب تلك الخزعبلات !

فلماذا هذه المرة يتم الإعتذار بطريقة غير مباشرة عن الإتهام للجيش واللجان اليمنية من استهدافهم للبارجة ؟!

في الحقيقة أن هذه الخطوات ما هي إلا مجرد تصريحات إعلامية يراد منها تكميم الأفواه اليمنية الغاضبة من هذه التصعيدات الأمريكية عبر البحر والنوايا لاحتلال السواحل اليمنية ، وكذلك التصعيدات للعدوان السعودي وأحذيته عبر المجازر الدامية واخرتها مجزرة العزاء بالصالة .
فكما أسلفنا الهدف منها تمديد خط المعارك مثل ما هي كر وفر إلى أن يتم القضاء علينا بالورقة الإقتصادية .

فالمسؤولية اليوم تجاه الشعب اليمني عامة بالتحرك الجاد والحقيقي كما قال السيد في خطابه الأخير للمواجهة في كل العارك وايضا المعارك او الجبهات الجديدة التي يريد العدو أن يفتحها في عدة محاور والمقصود بها محور الحدود والمحور الأهم وهو الشريط الساحلي اليمني .
المسؤولية الأكبر هي أيضاً على الإعلاميين وهو عدم الترويج لتصريحات العدوان من ايقاف العدوان والإدانات والتباكي العالمي والدولي والمساعي المفبركة التي تدار ويدور حولها الحديث .
وإستخدام الإعلام المضاد بتعرية أهداف العدوان من هذه التحركات والتباكيات الجارية وهو في الأول والأخير يراد منها إمتصاص غضب الشعب اليمني وتهدئة تحركه المتّقد .

فلا تكونوا يا إعلاميون من ابواق العدوان مروجيين بضائعه والإنجرار ورائه بتلبية اهدافه والترويج لها .

ولكن العمل بكل جد لتعرية العدوان وفضحه بذكاء وليس بغباء حيث ينقلب هدفك عليك .

بقلم / نجم الدين إدريس

التعليقات مغلقة.