نبحث عن الحقيقة

صدق أولا تصدق ” اقلام وصحف وكبريهات إعلام تقتات على اشلاء البشر .

 

محمد علي يحيى

لم نكن نتصور أن نرى من يقتات على اشلاء البشر وما كان مرسوم في مخيلة الناس عن مصاصي الدماء وأكلي البشر ليس سوى تلك الصور الخيالية البشعة والمشوهة التي تعرض في أفلام الرعب، لكن ما نشاهده اليوم مختلف ، اصبحت تلك الصور حقيقة ولكنها متجملة  المظهر ولبشر حقيقين يعملون ليل نهار خلف اقلامهم وخلف الكاميرات  في استديو هات منمقة  مهمتها  تبرير المجازر المروعة والوحشية التي سقط فيها عشرات القتلى ومئات الجرحى من المدنيين ، وتسويغها للرأي العام والتكتم عليها  واحيانا لتحميل الضحية مسؤوليتها .

 

أكبر مكينة إعلامية في التاريخ  كُتاب وصحفيين ومذيعين وفنيين  آلاف الصحف ومئات القنوات تعمل على تمييع وتضييع وتبرير وتسويغ مئات المجازر التي سقط فيها آلاف المدنيين رجال نساء وأطفال وكبار السن ، تناثرت اشلائهم في الأسواق والمدارس والمساجد وفي الأحياء السكنية وفي الطرقات  وكذلك في المناسبات الاجتماعية في الأعراس ، ومناسبات العزاء والتي كان أخرها مجزرة الصالة الكبرى بصنعاء والتي سقط فيها اكثر من 144 شهيد و600 مصاب والتي كان فيها اكثر من 1000 مواطن يؤدون واجب العزاء لأسرة آل الرويشان  .

 

وماهي إلا سويعات بعد الفاجعة حتى تسارعت تلك الوحوش الإعلامية التي رمت بكل القيم والمبادئ والأسس ورمت بمهنيتها الإعلامية في وحل من الدماء ؛ لتضلل الرأي العام وترمي بالمسؤولية على الضحايا وتقوم بالتغطية على المجرم، وما إن تكشفت تلك الدلائل المكشوفة والجلية والواضحة للمُتعامين عنها ، وأقر المجرم بجريمته حتى سارعت تلك الأبواق التي تقتات على الدماء والأشلاء لتبرير وتسويغ تلك المجزرة التي تحرَّج منها حتى الأمريكي وأدانها الكثير، وبسخط وغضب تصيح الكاتبة إحسان الفقية  نصرتاً للمجرم السعودي وتصرخ لماذا ذلك الانتقاد والاستنكار الذي صبه العالم على السعودية  وتسارع في تبرير المجزرة وتهوينها ، وتهويل ما تعرضت له السعودية من حملة نقد واستنكار وصفتها الكاتبة بالمؤامرة ، ليس هذا فقط فالكاتبة تتهم  التحالف الحوثي الصالحي بالضلوع في ”  رفع عدد الضحايا، عن طريق إحداث تفجيرات داخلية بالتزامن مع القصف ” ! وكأنهم في حلف مع السعودية وقاموا بالتنسيق معها وحددوا الزمان والمكان وهيئوا المتفجرات لإحداث انفجارات متزامنة مع القصف ! وهذا الكلام هو يصنف في فن الإستحمار  استحمار عقول الناس ، واستغبائها .

 

آلاف الدولارات تقبضها تلك الكاتبة  وأمثالها الكثير يقبضون أموال طائلة مقابل دماء واشلاء اليمنيين ، مثلهم مثل من يتاجر بأعضاء البشر بل هم اسوء منه فهم يقتاتون على اشلاء الآلاف، وجرائمهم الإعلامية اعظم وحشية وبشاعة من تلك الجرائم العسكرية ، لا أدري كيف يستسيغون تلك الأموال وهم يعرفون أنها ثمن دماء وأشلاء بشرية ؟؟ في بشاعة تخطت كل المعايير وخروج كامل عن المهنية ، وغوص في بحر من الدماء .

التعليقات مغلقة.