نبحث عن الحقيقة

” الــقــتــل الــجــمــاعــي لــلــشــعــب اليمني “

طلائع المجد_مقالات
نجم الدين إدريس
 
ليس هنالك أرذل وأحقر وأتفه وأنذل وأسوء من الذين يتاجرون بمعاناة الناس ويستغلون فقرهم وجوعهم في سبيل تحقيق ما عجزوا عن تحقيقه بشتى الوسائل والطرق النتنة، من حرب وإبادة وقتل وحصار وتجويع وكل ما بأيديهم وإستطاعتهم أن يفعلوه .
 
أتدرون منهم هؤلاء ؟؟!!
 
إنهم أولاد العاصفة من المرتزقة وأسوأهم أبناء الإصلاح التخريبي .
 
الذين لا يشبعون إلا بجوع الناس ولا يستطيعون النهوض إلا على أكتاف الفقراء والمساكين .
ولكن نذكرهم إذا كانوا قد نسوا أن زمن الربيع قد ولّى وأتى الشتاء الذي يبري زيفهم ويكشف عورتهم بتساقط أوراق الربيع .
فالناس أعرف من أن يعرفوا من هو قاطع رزقهم وآكل حقهم ورواتبهم .
 
إنه من نقل البنك واستعان بالعالم لقتل أرواح البشر ولم يكتفي بارواحهم بل عمد إلى قتل أرزاقهم .
 
أريد أن استسمح القارئ عذرا ليرجع بذاكرته معي الى الوراء قليلا ،إلى ما قبل ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر .
ألم تعلن حكومة باسندوه أنه إذا لم يتخذْ قرار الجرعة لن يستطيع البنك صرف المرتبات وكان قبلها قد تم تأخير المرتبات عن موعد صرفها؟؟ وللعلم أن مؤسسات الدولة في وقتها كانت تشتغل بكل ماكيناتها النفطية والمصانع الإنتاجية وغيرها،
رغم ذلك قالوا إن البنك سيفلس لولا الجرعة ؟!
 
فلماذا لم يفلس البنك ؟!
طيلة عام ونصف وهو قابع تحت ادارة اللجنة الثورية والمجلس السياسي
وكل مؤسسات الدولة والشركات والمصانع إما دمرت او أوقفت والذي بقي منها تحت سيطرة مرتزقة العدوان ولا يتم توريد ولا حتى ريال واحد للبنك المركزي .
ومن ثم في بداية العدوان الأمريكي السعودي الغاشم ،
ألم يسافر مدير البنك بن همام إلى الأردن ؟
 
أتدرون ماذا عمل في الأردن لقد وقع اتفاقية تحييد البنك المركزي عن الأطراف المتصارعة والتزم بصرف المرتبات لكل الشعب اليمني بلا استثناء .
وفعلا حصل ذلك وصرف أرزاق الناس طيلة سنة ونصف من العدوان ولم يمنعه أحد من أصحاب القرار في صنعاء لا لجنة ثورية ولا مجلس سياسي .
 
وقد صرح بذلك في لقاء تلفزيوني و اضاف أنه لم يصرف ولا ريالا واحدا للجبهات التي يخوضها الجيش واللجان الشعبية وانه يمارس عمله بكل حرية وصلاحية مطلقة ولا يتلقى تعليمات ولا اوامر من اللجنة والمجلس .
ففي الوقت الذي عجز فيه العدوان أن يحقق في الميدان أي تقدم او إنجاز وفشل وبات فشله عار عليه .
ظن أنه بنقل البنك سوف يوجه الضربة الأخيرة للشعب الصامد ويحقق بذلك انتصاره الذي بذل وعمل كل ما أمكنه للحصول عليه ،ولكنه مثل ما خسر في كل الجولات والميادين سوف يخسر هذه المرة .
 
فيا شعب الإيمان والحكمة فلتعلم _وانت تعلم _ أن الذي يتاجر ويتمترس وراء معاناتك ويريد أن يصنع من جوعك نصرا له هو نفسه الذي ارتكب كل الجرائم والمجازر التي آخرها مجزرة الصالة الكبرى وغيرها الآلاف من المجازر في صنعاء فقط .
 
ولتعلم أن الذي قتل الأبرياء في عرس سنبان والمخاء هو الذي يقطع رزق أولادك ،
وهو نفسه الذي قتل وقتل في الحديدة وتعز وعمران وصعدة وحجة وفي كل محافظة احتفظت في ذاكرتها مجازر مروعة اراد العدوان بها المساعدة( على قوله) !!! لتلك الأروح ولكنه أراحها من الحياة .
 
ولتعلم يا شعبنا المظلوم أن عدوك الوحيد والجاني البغيض هو من دمر كل بنيتك التحتية والمؤسسات الخدمية والحيوية والمدارس والجامعات والطرقات والجسور ووووو.… الخ.
ولتتيقن أنه من حرمك من راتبك المعيش لك و لأولادك ،هو نفسه من حرم زملاءك في القطاع الخاص منذ بداية العدوان باستهداف المصانع والشركات التي يعملون فيها بإستهدافها المباشر وتدميرها ومعداتها وأجهزتها ، والتي نجت من الإستهداف المباشر فقد توقفت عن العمل فيها بالإستهداف الغير المباشر بفعل الحصار الجائر ومنع مواد الخام من الدخول او الخوف من الإستهداف المباشر وفقد العتاد والأرواح .
فالشعب الذي يراهن العدو على جوعه يعرف من الذي جوعه وقتله ودمر بلاده ،فليس أمامه من خيار إلا التحرك الجاد لاقتلاع ملوك العربان وأخذ أرزاقه من تلك البطون المتخمة.

التعليقات مغلقة.