سلامٌ عليه في يوم ذكراه

مقالات_طلائع المجد
 
كتب: العلامة عبد السلام الوجيه
 
ماذا عسى مثلي أنا العاجز عن التعبير أن يكتب عن علم من أعلام الأمة وإمام من أئمة العلم والزهد كسيدي العلامة المجتهد حجة العصر السيد / مجدالدين شيخ العلماء ورمز المثل العليا ، رائد النهضة العلمية والاصلاحية المعاصرة من تجلت أنواره في ” لوامع الأنوار ” التي سطعت بعلوم آل محمد وتضمنت درر الأئمة الهادين وكنوز العلماء المجتهدين والذي كان بحق مدخلاً إلى علوم الآل .. ماذا عسى مثلي أن يكتب عن صاحب ” مجمع الفوائد ” الذي كان بحق ضالة الرائد وبغية الناشد عن صاحب ” التحف شرح الزلف ” الذي أتحفنا بسير وتاريخ آل البيت الكرام عن صاحب الثروة العلمية والفكرية التي أنارت دروب الأجيال.. قلمي في هذه العجالة يعجز عن إيفائه بحقه.. لقد كان رحمه الله رائداً من رواد الصحوة الاسلامية المعاصرة ومنارة تضيئ الطريق للأجيال وتكشف للعالم فكر الآل ومنهج الوسطية والاعتدال.
تجرده ، إخلاصه ، ذكائه ، توقده ، علمه ، عمله ، عطاءه اللامحدود غير خافٍ على أحد ، فهمه العميق وطريقة تفكيره ووسطيته واعتداله وبعده عن الغلو والتطرف والتقليد الأعمى والتعصب المقيت لا يختلف عليه اثنان ، شخصيته الفذة ومواقفه الرائعة وعرفانيته وصفائه ونقائه وقيمه الروحية والعملية وأخلاقه القرآنية كانت وما زالت مثلاً يحتذى وبه يقتدى .
هذا السيد العظيم جمع بين العلم والعمل والإرشاد والجهاد فأنار بعلمه وجهاده البلاد وانتفع بسيرته وهديه العباد ، وأنا على يقين من أن لاحتفال بذكراه يحيي قلوب الذاكرين وينير السبيل الأقوم للسائرين فهو ممن أشادوا صروح الدين واكتملت فيهم صفات العلماء العاملين والباحثين عن الحق والمتجردين ، كيف لا وهو صاحب القسم الشهير:
[ قسماً بالله العلي الكبير ، قسماً يعلم صدقه العليم الخبير أن لا غرض لنا ولا هوى غير النزول عند حكم الله والوقوف على مقتضى أمره ، وأنا لو علمنا الحق في جانب أقصى الخلق من عربي أو عجمي أو قرشي أو حبشي لقبلناه منه وتقبلناه عنه ولما أنفنا من اتباعه ولكنا من أعوانه عليه وأتباعه ، فليقل الناظر ما شاء ولا يراقب إلا ربه ولا يخشى إلا ذنبه ، فالحكم الله والموعد القيامة ، وإلى الله ترجع الأمور] .
إن الاحتفال بيوم ذكرى السيد مجد الدين هو احتفال بكل العلماء العاملين ، هو احتفال بمثيله في جهاده السيد بدر الدين بن أمير الدين وبسائر العلماء والمرشدين والمجاهدين . إنا نريد في هذا الاحتفال ومن إحياء هذه الذكرى أن تتوحد الصفوف وأن تكتمل مسيرة العلم والجهاد والنصح والإرشاد ، وأن يتكاتف الجميع فيما يرضي الله سبحانه وتعالى ، ويخلص البلاد والعباد من الظلم والجور والفساد ، إذ لا علم بلا جهاد ولا جهاد بلا علم ، ومن يريد تصنيف الاحتفال بهذه الذكرى وقصرها على فئة دون أخرى ؛ فليراجع نفسه وليتق الله في الناس ، فكلنا أتباع العلماء العاملين والمجاهدين وكلنا سائرون على نهج مجد الدين وبدر الدين وكلنا في خط الثورة والثائرين وضد كل الطغاة والظالمين والجائرين والمستكبرين ، فسلام على إمام الهدى السيد مجد الدين وسلام على كل أئمة الآل المجاهدين وعلى من اتبع خطاهم واقتدى بهداهم إلى يوم الدين ، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله سفن النجاة ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

التعليقات مغلقة.