نبحث عن الحقيقة

الــــــــــمـــــــيــــــــدان الـــــــــعــــــــسكــــــــري الـــــــــيـــــــمـــــــــنـــــــي

بقلم \ نجم الدين إدريس
طلائع المجد | مقالات | 19

المتابع لأخبار الجبهات وما يقوم به أبطال الجيش واللجان الشعبية من عمليات عسكرية دفاعية وهجومية ضد الغزاة ومرتزقتهم في الداخل وعلى الأراضي اليمنية المحتلة جيزان ونجران وعسير ،
فإنه يلاحظ أن المعارك تمشي على وتيرة واحدة وكأن الأيام تعيد نفسها وقد يصاب المشاهد بالملل من تكرار نفس الأخبار يوميا ويتطلع لما هو جديد وقالب للمعادلة ،
لكن يجب أن لا يجهل المتابع أن الحرب ليست بتلك البساطة التي يتوقعها لأنه مجرد مشاهد ويجهل الواقع في الميدان ،
حدث أن رد عليا أحد الأصدقاء عندما نقلت له خبر مقتل عدد كبير من المرتزقة وتدمير عشرات الآليات لهم يوم أمس في تعز إثر صد زحف الغزاة ومرتزقتهم تجاه معسكر خالد بموزع ،
فرد ما الجديد كل يوم الخبر هو نفسه ،
لا يا عزيز الخبر ليس نفسه فأنت تجهل حقيقة المعركة وتناسيت أن الحرب غير متكافئة بين الشعب اليمني ودول العدوان ،
ف17 دولة عربية وغير عربية مع أمريكا وإسرائيل وغيرهما من دول اروبا تشن حربا بلا هوادة على شبعك المسكين الذي لا يمتلك سوى سلاح متوسط ليواجه أعتا سلاح العالم من الإبرامز إلى الإف 16 والمدرعات وغيرها من القنابل والصواريخ والأساطيل ووووو ،
ففي القوانين العسكرية هذه المعركة محسومة وبلا منازع ومعروف من هو المنتصر فيها والمهزوم ،
فغير المقاتل اليمني حافي القدمين هذا النظرية والقوانين العقلية والمنطقية ،
ويصد كل تلك القوة ويمرغ أنفها بالتراب طيلة سنتان ونيف ،فأثبت للعالم أن قوة الرجال ليست بالسلاح ونوعه وقوته بل تكمن القوة في داخل الرجال الأشداء وأولي البأس كما وصفهم القرآن الكريم ،
فأعطى رجال اليمن دروسا للغزاة في ميدي العصية والمنطقة الجغرافية الساحلية والصحراوية فحول بأس اليماني رمالها بركان وساحلها جحيم هاوية تلتهم كل من فكر بتدنيس أرضها من الجنجويد وغيرهم من شذاذ الأفاق ومرتزقة العالم ،
وجيزان كانت هي الأخرى مناطق ومواقع لقتل الجنود السعوديين وهم مدججين بسلاحهم ومستبردين بثلوجهم ومستريحين في دشمهم الذي حولوها إلى كورنيش استراحة وليست متاريس للقتال فما قصروا رجال الرجال معهم فأذاقوهم حر الموت قبل أن يذوق حر الشمس ،
وجبهة عسير هي الأخرى لم تبخل مع جنود الكبسة حيث كان رجال الرجال يسابقون الطيران وهم يتنقلون للسيطرة على المواقع موقع موقع ،
أما مدينتها الربوعة فقد أصبحت كالرميم وأهلها مشردين وأزقتها مقبرة لجنودهم وآلياتهم فلا يكاد يمر يوم دون خبر قنص أو قصف أو قتل لعسكرة الأمراء فيها ،
ونجران حدث ولا حرج فمواقعها قد تهاوت و كأنها أعجاز نخل خاوية تحت الأقدام الحافية والجماجم الشامخة العالية ،
حتى أشرفوا على مدينها وزهرتها الحالية فهي قاب قوسين أو أدنى من رصاصة المجاهد اليمني الشجاع الأبي ولا ننسى أن فيها تم سحق مرتزقة الجيش السعودي من أبناء الجنوب اليمني من رخصت دمائهم فباعوها بثمن بخس بل بلا ثمن وأي ثمن يساوي حياتك بعد أن تدفنك الكلاب بطريقتها الخاصة على حدود بلدك وأنت تريد أن تدخلها فاتحا للغازي الخارجي لها يا للعار والشنار ،
كل هذا ولم ترى أيه المتابع ما أنجزه الجيش واللجان الشعبية وما يصدره من ملاحم كل يوم ليهديها لنا ولكل مواطن كوت قلبه نار هذا العدوان ،
فاسمع وشفِ صدرك بما أنجزه رجال الرجال من ملاحم وبطولات في الجبهة الداخلية ،
من أين البداية وإلى أين المنتهى فكل جبهة لها رصيد يملأ الكتب من البطولات والملاحم ،
لذلك نسرد بشكل سريع ومفيد عن كل الجبهات الداخلية وبلا ترتيب ،
تعز هي المعركة الأكبر والأعنف من وجهة نظري
فما يحدث فيها ليس بالأمر الهين فهي تعتبر الجبهة الوحيدة التي اجتمع فيها كل لقطاء الداخل والخارج لاحتلالها فمن الجنجويد إلى القاعدة ومجاميع من إرهابيين داعش الذي أدخلوا من سوريا لحسم معركة تعز والإماراتيين والسنغاليين وعصابات بلاك ووتر التخريبية والجنوبيين اليمنيين وجميع شذاذ الأفاق من الداخل والخارج ،
لكن رغم كل ذلك الحشد لم يتمكنوا من إنجاز أي تقدم يذكر أو يقلب المعادلة مثل ما يريدوا ،
فلك عزيزي القارئ أن تتخيل معركة يكون فيها كل هذا الحشد والجمع من قذارة وهواة الموت في العالم ف أليس التصدي بل وقتل معظم هؤلاء يعتبر إنجاز ونصر أسطوري وملحمة خيالية ،
لو لم تكن إلا معركة المخا وما تم فيها من قتال ومعارك برا وبحرا وتدمير جحافل تلك المدرعات وإحراقها وإغراق البوارج والزوارق الحربية لكفى للعالم أن يضع ألف وألف استفهام لما يدور في اليمن ويبحث عن حقيقة وسر المقاتل اليمني ،
وكذلك هو الحال نفسه في كل الجبهات الداخلية فالبيضاء ومأرب والجوف ونهم وشبوة تعيد نفس سيناريو تعز مع فارق بسيط فقط ،
فكما ظلت طائرات العدوان تقصف من الجو طيلة أشهر عديدة ومرتزقتها يزحفون من الأرض لاحتلال تبة صغيرة في صرواح ورغم ذلك يفشلون ويقتلون ويحرقون ،
فكذلك هو الحال نفسه في نهم والجوف وووو.
مئات الغارات وبكل أنوع الأسلحة المحرمة العنقودية والفسفورية والكيماوية وألآف المرتزقة من الأرض يهرعون فيتصدى لهم
لمقاتل اليمني الشريف الغيور على أرضه وكرامته ويٌفشل كل ذلك السلاح الذي شحذوه والعتاد الذي جمعوه والمرتزقة الذي حشدوهم فينقلبوا خاسرين ومقتولين ومجروحين ومهزومين نفسيا وعسكريا ،
فالانتصار لا يقاس بكثرة السلاح والعدد ولا المال بل بإيمان وعزيمة وبأس وقوة الرجال فهم المعادلة الحقيقة لتحقيق الانتصار وقلب المعادلة ،
أما القوة الصاروخية والتصنيعية فقد أثلجت صدور قوم مؤمنين وحققت أكبر إنجاز بضربها معقل ملوك النفط الرياض ومدن ومواقع إستراتيجية داخل العمق السعودي , وكذلك تطوير الدفاع الجوي وطيران الاستطلاع والصواريخ بعيدة المدى والقصيرة ووووو.
كل هذه الإنجازات ولا زلنا نحن الجالسين في البيوت نتذمر وننظر فلننزل للجبهات وسوف ندرك حجم ما يصنعه رجال الرجال سلام الله عليهم .
(ولينصرنا الله من ينصره )
صدق الله العظيم .

اترك رد